علي جمعة: الناس 3 أقسام بحسب علاقتهم بالله.. وهكذا يصل الإنسان إلى الي

أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن أهل الله قسّموا الناس ثلاثة أقسام بحسب علاقتهم بالله سبحانه وتعالى: “العوام، والخواص، وخواصّ الخواص”، كاشفا في سياق حديثه عن كيفية الوصول إلى مرحلة اليقين بالله تعالى.
واستهل فضيلة المفتي الأسبق مستندا إلى قول عليّ بن سهلٍ الأزهر: «الغَافِلُونَ يَعِيشُونَ فِي حِلْمِ الله، وَالذَّاكِرُونَ يَعِيشُونَ فِي رَحْمَةِ الله، وَالْعَارِفُونَ يَعِيشُونَ فِي لُطْفِ الله، وَالصَّادِقُونَ يَعِيشُونَ فِي قُرْبِ الله، وَالْمُحِبُّونَ يَعِيشُونَ فِي الْأُنْسِ بِاللهِ وَالشَّوْقِ إِلَيْهِ». [شعب الإيمان]، ليوضح أن أهل الله قسّموا الناس ثلاثة أقسام بحسب علاقتهم بالله سبحانه وتعالى: “العوام، والخواص، وخواصّ الخواص”.
واستدرك جمعة: لكن الحقيقة أن درجات المؤمنين —وإن جُمعت إجمالًا في ثلاث مراتب تيسيرًا للدراسة والكتابة وتقريبًا للفهم— إلا أنها في حقيقتها بعدد أنفاس الخلائق. فإن لكل إنسانٍ درجةً عند الله، ولذلك قالوا: «عددُ الطرائق على عددِ أنفاسِ الخلائق»؛ أي إن لكل أحدٍ طريقًا خاصًا بينه وبين الله، ودرجةً لا يشبهه فيها غيره.
وأضاف الدكتور علي جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: فإذا كنا اليوم نحو مليارين من المسلمين، فمعنى ذلك أن هناك مليارين من الدرجات لا تتكرر ولا تتطابق؛ لأن الله يفتح لكل قلب ما يناسبه، ويعرج بكل عبد بحسب استعداده وقَدره.. ولهذا فإن القول بأن المؤمنين على ثلاث مراتب هو من باب التسهيل الأكاديمي في العرض والبيان. أما في الحقيقة، فـ”كل مرتبة من هذه المراتب الثلاث تتشعّب إلى درجاتٍ كثيرة لا تُحصى”، وإنما جُمعت في ثلاثة أبواب تقريبًا للمسافة، وتيسيرًا للخطاب، لا حصرًا للخلق ولا تحديدًا لمراتبهم عند الله.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: ثم شبّه أهل المعرفة هذه المراتب الثلاث برجلٍ وقف أمام البحر:
فالأول وقف عند البحر؛ شاهد ماءه، وسمع هدير أمواجه، وربما تذوّق ماءه فوجده مِلْحًا، فعرف البحر معرفةً ما، وأدرك اتساعه. فهذا من “العوام”.
والثاني ركب البحر حتى بلغ الشاطئ الآخر؛ فعرف البحر في طرفه، وفي لجّته، وفي عمقه، وفي نهايته على البر المقابل. فهذا من “الخواص”.
والثالث ركب البحر حتى بلغ الشاطئ الآخر ، ثم عاد، ثم كرر الرحلة مرة أخرى، وأثناء عودته الثانية أخذ يصطاد أسماكه، ويغوص في طلب لُؤْلُؤِهِ ومرجانه، فعاد إلى شاطئ الأمان وهو يحمل خيرات البحر ومكنوناته. فهذا من “خواصّ الخواص”؛ إذ اجتمع له الدخول والخروج، والمعاينة والمجاهدة، والذهاب والإياب.
وهنا- يضيف جمعة – يبرز ملحظٌ دقيق:
إن خاصّة الخاصّة – وهو حال الصدّيقين والمقرّبين، أهل الوراثة النبوية الشريفة – يشبهون الأنبياء في أحوالهم، وصدقهم، وامتثالهم، ويقينهم.
والذي يميز هذه المراتب هو درجة اليقين:
العوام أدركوا البحر بـ “علم اليقين”.
الخواص أدركوه بـ “حقّ اليقين”.
خواصّ الخواص رأوه وشاهدوه بـ “عين اليقين”.
وتساءل جمعة: وكيف يصل الإنسان إلى اليقين بالله؟، ليوضح: منهم من وصل بالعبادة، ومنهم من وصل بالتفكر، ومنهم من وصل بالعمل الخالص، ومنهم من وصل بالذكر والمداومة عليه، والناس في ذلك مختلفون، لكن المهم أن يبدأ الإنسان السير، وأن يطلب الوصول إلى درجة اليقين.
وختم جمعة، مؤكدًا أنه إذا ترقّيت في مراقي اليقين، لن تتشكك، ولن تتردد، ولن تتذبذب مواقفك مع الله؛ فإن الحياة كلها مواقف، والعبد يُعَدّ ويُهَيَّأ لهذه المواقف، فإذا جاءك الموقف وكنتَ فيه أهل صدق، كنتَ من المتقين، وإن دخلته وأنت أهل تردد وفرار كنت من المغضوب عليهم أو من الضالين.
اقرأ المزيد:
بعد حوادث مشاهير.. داعية تحذر: “الحسد بيموّت ومش كل حاجة ننشرها على السوشيال”
ما حكم تغيير عملة لشخص بالسوق السوداء ثم محاسبته بسعر البنك؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)
مصدر الخبر



