للوقيعة بين الأزواج.. 4 مداخل للشيطان يحذر منها عالم أزهري

حذر الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، من خطورة مساعي الشيطان للوقيعة والتفرقة بين الأزواج وهدم استقرار البيوت.
واستشهد العالم الأزهري بقوله صلى الله عليه وسلم: “ما خلا رجل بامرأةٍ إلا وكان الشيطان ثالثهما”؛ مرضحا:
إما ليزين لذة خلوة محرمة، أو ليعكر صفو خلوة شرعية حتى زوجين، ومهما غلّقتما دونكما الأبواب،أنتما لستما وحدكما أبدًا.
وحذر عضو لجنة الفتوى بالأزهر من أفعال الشيطان، قائلًا: دائمًا يندس بينكما طرف ثالث دخيل، شيطان صغير طموح، يحلم بالترقية والتقرب من إبليس الكبير ونيل رضاه على حساب زواجكما؛ فكما أخبر النبي ﷺ إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماء، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمَهم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ!” رواه مسلم
وأضاف لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: الشيطان يكره زوجتك؛ لأنها تعفك عن الحرام، وتحصنك من الفتنة، وتغلق في قلبك أبواب غوايته، ويكرهك أنت أيضًا؛ لأنك تشبع احتياجها للحب، وتملأ قلبها بالرضا فلا يجد مدخلًا لها!!.. إنه يريد أن يُفرّق بينكما؛ ليصبح كل منكما فريسة سهلة لمخالب غوايته.. وغد صغير يأخذ هدفه بجدية.. يجري فيكما مجرى الدم.. يدرسكما بعناية شديدة.. يعرف نقاط ضعف كل منكما التي يمكنه أن يدخل منها تجارب قديمة …. عُقد الطفولة.. ومكامن النقص البشري؛ ليستخدمها كلما سنحت فرصة من سوء فهم بينكما علّه يُشعل نارًا صغيرة تكبر فتحرق زواجكما!!!
وكشف الدكتور عطية لاشين عن مسالك الشيطان في التفرقة بين الأزواج وإفساد العلاقة الشرعية، قائلًا: له في ذلك أساليب عدة أشدها فتكًا أربعة:
الأسلوب الأول: التركيز على المفقود بدرجة تجعلنا لا نرى ما هو موجود بين أيدينا، لا يوجد رجل كامل أو امرأة مثالية.. حتى لو كنت محظوظًا، وأحسنت الاختيار، فإن أقصى ما يمكن أن تحظى به من شريكك هو ٨٠% من الكمال.. ال 20% الباقية إما أن تكون ملعب الشيطان ووسيلته للترقية إذا سمحت له.. وإما ان تكون اختبارك الناجح الذي ترتقي به عند الله إذا قاومت الغواية، سيزين في نظرك أشخاصًا آخرين يملكون ما ينقص شريكك؛ لتشعر بروعة هذه العشرين التي حرمت منها، فانتبه لهذا الفخ …. توقف عن المقارنة …. ركز على ال ٨٠% العظيمة التي تستمتع بها الآن .. واستعمل تخليك عمّا نقص… قربى تعودون بها إلى الجنة من نفس الباب الذي خرجتم منه.
الأسلوب الثاني: يأمر بالبخل والكبرياء.. البخل بالمشاعر رجس من عمل الشيطان.. ينهاك عن الإحسان لشركك .. يغذي الظنون السيئة في قلبك.. يخوفك أنك إذا أظهرت حبًا وعواطف تجاهه، سيتكبر عليك أو يزهد في حبك.
إذا اختلفت معه يمنعك من الإسراع بالمصالحة.. يأمرك بأن تتجاهل حزنه.. ويمسك لسانك حين توشك كلمات التهدئة والحب على الإفلات منه؛ حتى تتسع الفجوة… وتبرد المشاعر وينطفئ الحنين.. الكبرياء صفة شيطانية جدًا طرد هو بسببها من رحمة الله. ويغذيها فيكم ليطرد بها المودة والرحمة من زواجكم.
ناصحا: خير الحبيبين الذي يبدأ بالسلام، ويأخذ بيد حبيبه إليه، ولا تأجلوا الحب فخير الحب عاجله.
الاسلوب الثالث: ينسيكم الفضل بينكما.. يأمركم الله أن تتذكروا الإحسان والفضل حتى في الفراق.. ويأمركم الشيطان بتناسيهما حتى وانتما في فراش واحد. فمن ستطيعون؟.. ماذا لو أخبرتكم أنكم تطيعون الشيطان في كل مرة عند كل خلاف صغير. تنسون الفضل بينكم، ولا تتذكرون إلا النقص الإساءة.. يهمس لك الشيطان فيسلط الضوء على كل أخطاء حبيبك و هفواته، ويطفئ في ذاكرتك كل إحسان قدمه يومًا لك.. يذكرك بكل تضحياتك وما قدمته لشريكك.. ويقنعك بجحود حبيبك وعدم تقديره لك!! وفي كل مرة تسترسل في الاستماع لوسوساته دون أن تستعيذ منه. فأنت تطيعه.. إلحاحه سينخر صمودك مرة بعد مرة.. ويصيب قلبك بجفاء يتناثر كالأشواك في تعاملك مع حبيبك.. ستصبح أكثر تركيزًا على الحقوق والواجبات، تستحسب الصادر والوارد منها بدقة.. سينسيك الهوس بتسجيل النقاط ضد حبيبك أن العلاقة بينكما هي علاقة مودة ورحمة في الأساس.. وأن الغاية أن تكون له لباسًا يستره لا لتبدي له ما ووري عنه من سوءاته..
المنافسة وتسجيل الأهداف لعبة لا مكان لها في الزواج.. فأنتما فريق واحد ومرماكم مشترك، ومنافسكم الحقيقي هو الشيطان. كل هدف تحسب أنك تسجله في مرمى حبيبك هو فوز يحسب لعدوكما.
ونصح العالم الأزهري: قدّم الفضل، امنح أكثر مما هو واجب عليك مودة وحبًا له.. تجاوز عن زلاته وتقصيره. رحمةً به، حينها وحينها فقط تمتثل لأمر الله ويصبح الزواج سكنًا و أنسًا.
الاسلوب الرابع: يوقعك في الظن الآثم.. فلا أحد محصن ضد الظنون.. الظنون أرض خصبة جدًا للشيطان يزرع فيها بذور الشكوك ثم يسقيها بوسواسه حتى تنمو الأوهام.. الحل مع الظن السيئ اجتنابه.. قطع الطرق التي تؤدي إليه.. واتقاء الشبهات بالابتعاد عن مواضع الريبة.. لا تبحثوا عن تعاستكم بأيديكم ولا تستبدلوا راحة البال بالشكوك.. لا تفتشوا الهواتف.. لا تتبعوا العورات.. ولا تقلبوا في دفاتر قديمة.. لا ترهفوا أسماعكم للمخببين الذين يفسدون العلاقة بينكما.. لا تستسلموا للوساوس… استوضحوا .. واطلبوا التفسير من مصدره مباشرة.. لا أحد معصوم.. ولكن الوضوح والصراحة.. رُقية شرعية تبطل عمل الشيطان.. ظنوا بأنفسكم خيرًا وقولوا هذا إفك مبين، هو شيطان واحد، وأنتما اثنان الله ثالثكما فلا تسمحوا له أن يهزمكم.. لا تمنحوا الفرصة لشيطانٍ وضيعٍ أن يترقى على حساب حبّكما.. اعتصموا بحبال الوعي.. اهزموه بمخالفتكم له.. وانتصروا لما جعله الله بينكم من مودة ورحمة وحب.
اقرأ أيضاً:
هل يسرق الجن أموال الإنس؟.. عالمة أزهرية ترد وتنصح بهذا الدعاء
مصدر الخبر



