بث مباشر

“بعيونهن”.. مهرجان تونسي يحتفي بالسينما النسائية ويضع فلسطين في قلب شاشته.. صور

https://sarabic.ae/20251012/بعيونهن-مهرجان-تونسي-يحتفي-بالسينما-النسائية-ويضع-فلسطين-في-قلب-شاشته-صور-1105920400.html

feedback.arabic@sputniknews.com

+74956456601

MIA „Rossiya Segodnya“

2025

سبوتنيك عربي

feedback.arabic@sputniknews.com

+74956456601

MIA „Rossiya Segodnya“

الأخبار

ar_EG

سبوتنيك عربي

feedback.arabic@sputniknews.com

+74956456601

MIA „Rossiya Segodnya“

https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0a/0c/1105919797_0:0:1280:960_1920x0_80_0_0_49fa0ab26a309620fc8a8ac35cdee5b3.jpg

سبوتنيك عربي

feedback.arabic@sputniknews.com

+74956456601

MIA „Rossiya Segodnya“

تقارير سبوتنيك, حصري, تونس, أخبار تونس اليوم, أخبار العالم الآن, العالم العربي

تقارير سبوتنيك, حصري, تونس, أخبار تونس اليوم, أخبار العالم الآن, العالم العربي

حصري

من قلب مدينة نابل الساحلية، حيث تختلط نسائم البحر بأصوات المبدعات، انطلقت مساء أمس الدورة السادسة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة “بعيونهن”، في افتتاح حمل الكثير من الرمزية والرسائل الإنسانية.

على مدى خمسة أيام، من 11 إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتحول المدينة إلى فضاء مفتوح للسينما النسوية، حيث تلتقي المخرجات والناقدات والجمهور حول شعار الدورة: “إنا هنا باقيات، إنا هنا باقون”.

هذه الدورة ليست كسابقاتها، إذ تهديها الهيئة المنظمة إلى فلسطين، وإلى نساء غزة اللواتي يصنعن الحياة وسط الركام. فهنا، في دار الثقافة بمحافظة نابل، تتحول الصورة إلى سلاح ناعم في وجه النسيان، وتغدو السينما فعلا من أفعال المقاومة، ومساحة للتضامن مع نساء غزة، ومرآة تعيد إليهن حق الظهور والقول في عالم يتجاهل أصواتهن.

افتُتحت فعاليات المهرجان بعرض الفيلم الوثائقي القصير “غنينا قصيدة” للمخرجة الفلسطينية آني سكاب، الذي يعيد إحياء قصيدة خليل السكاكيني “نحن قوم أبيونا”، تلك التي أنشدها طلاب كلية النهضة بالقدس قبل النكبة، فتحولت في الفيلم إلى نشيد للثبات والكرامة. بدأ العمل كأنه رسالة من جيل لم يمت، يمرر شعلة الذاكرة للأجيال الجديدة بلغة الفن والوفاء.

ويعد مهرجان “بعيونهن” أول تظاهرة سينمائية تونسية تعنى حصرا بسينما المرأة وبأعمال المخرجات العربيات والعالميات.

ولا يكتفي المهرجان بعرض الأفلام، بل يسعى إلى فتح نقاشات فكرية وفنية حول العقبات التي تواجه النساء في المجال السينمائي ودور الصورة في الدفاع عن قضاياهن.

ويتنافس في المسابقة الرسمية خمسة عشر فيلما، تتوزع عروضها بين دار الثقافة بمحافظة نابل ومنزل تميم ودار الجولاني والحمامات، فيما تحتضن الفضاءات الثقافية الموازية ورشات تفكير ولقاءات يؤثثها فنانون ومخرجات وطلبة سينما.

وبين عرض وآخر، تخيم فلسطين كظل جميل ومؤلم في آن واحد، لتغدو كاميرا المرأة نافذة مفتوحة على الحلم والمقاومة معا.

تكريم لصمود نساء غزة

تقول منال السويسي، رئيسة المهرجان الدولي لفيلم المرأة “بعيونهن”، في حديثها لـ”سبوتنيك“، إن الدورة السادسة من المهرجان تحمل هذه السنة “بصمة استثنائية وموقفا إنسانيا قبل أن يكون فنيا”، إذ اختارت الهيئة المنظمة أن تهديها كاملة إلى فلسطين، وخاصة إلى النساء في غزة، إلى صمودهن أمام ما عشنه من إبادة وتجويع وفقد”.

وتضيف: “هذه البصمة كانت واضحة في كل تفاصيل المهرجان: في الشعار الذي اخترناه إنا هنا باقيات، إنا هنا باقون، وفي اللافتة الإعلانية، وفي برمجة الأفلام التي تشكل جميعها تحية إلى الشعب الفلسطيني وإلى النساء اللواتي يكتبن يوميات البقاء رغم الألم”.

وترى السويسي أن افتتاح المهرجان بفيلم فلسطيني لم يكن قرارا عابرا، بل “اختيارا له رمزيته ودلالته”.

وتقول: “الفيلم الذي افتتحنا به، وهو فيلم تجريبي، يعكس روح التجديد التي نؤمن بها. فالسينما التجريبية تجربة فريدة على مستوى السرد والإخراج، تمنح حرية أكبر للرؤية وللابتكار، وهي فلسفة قريبة جدا من روح المهرجان نفسه، الذي يبحث عن الأصوات الجديدة والصور المختلفة”.

وتشير رئيسة المهرجان إلى أن “بعيونهن” هو أول مهرجان نسائي في تونس يُعنى حصرا بسينما المرأة، موضحة: “في العالم العربي توجد بعض المهرجانات التي تتناول قضايا المرأة، لكن ما يميز مهرجاننا أنه يفسح المجال حصرا للمخرجات النساء لعرض أفلامهن، حتى يتمكنّ من تقديم صورتهن بأصواتهن الخاصة. فالعنوان ذاته “بعيونهن” يعكس قناعتنا بأن المرأة يجب أن تخلق صورتها، لا أن تروى عنها”.

وعن اختيار محافظة نابل لاحتضان هذه التظاهرة، أوضحت السويسي أن الفكرة انطلقت من هذه المدينة ومن نوادي السينما المحلية في الحمامات ونابل، مؤكدة: “نحن نؤمن بضرورة القطع مع المركزية الثقافية في العاصمة، لذلك أردنا أن تكون نابل مركز هذا الفعل الثقافي، وأن تتوزع العروض على أكثر من منطقة داخل المحافظة”.

وتضيف أن المهرجان لا يقتصر على العروض السينمائية، بل يسعى إلى خلق فضاء للنقاش والتفكير، قائلة: “إلى جانب العروض، هناك ورشات تفكير ولقاءات تجمع المخرجين بالمشاهدين، لأننا نؤمن بأن المهرجان ليس فقط فضاء للعرض، بل منصة للتساؤل والحوار. كما سنخصص جلسات حول تعزيز المساواة في السينما، وحول البرمجة السينمائية في زمن الحركات النسوية”.

السينما ذاكرة للمستقبل وصوت للمقاومة

وفي حديثه لـ “سبوتنيك”، يرى صابر بن رحومة، رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما، أن مهرجان “بعيونهن” في دورته السادسة “لا يكتفي بعرض الصور، بل يضيء العقول ويستفز الأسئلة ويزرع في المشاهدين حب الحياة والحرية“.

ويصفه بأنه واحد من أهم المشاريع الثقافية التي تفتخر بها الجامعة التونسية لنوادي السينما، قائلا: “هذا المهرجان يندرج ضمن مسار طويل من الفعل الثقافي الهادف، الذي نؤمن من خلاله بأن السينما ليست ترفا جماليا، بل هي فعل وعي ومقاومة وبناء للإنسان”.

ويشير بن رحومة إلى أن الجامعة، من خلال شبكتها التي تضم ثمانية عشر ناديا سينمائيا موزعين على مختلف محافظات البلاد، تواصل العمل على نشر ثقافة الصورة والنقاش وترسيخ حضور السينما كفضاء للتفكير والحلم.

ويضيف: “نحن نؤمن بأن الصورة قادرة على أن تغيّر، على أن تفتح نوافذ للأمل حتى في أكثر اللحظات قسوة. لذلك نحرص على أن تكون كل تظاهرة من تظاهراتنا مساحة لتربية العين والعقل معا”.

ويؤكد رئيس الجامعة أن شعار هذه الدورة، “إنا هنا باقيات، إنا هنا باقون”، لم يكن اختيارا فنيا فحسب، بل هو “موقف من زمن تتعرض فيه الإنسانية للإبادة، حيث يُغتال الإنسان على مرأى ومسمع من العالم”.

وأضاف: “أردنا من خلال هذا الشعار أن نعلن أن السينما يمكن أن تكون مساحة للصمود وذاكرة للمستقبل”.

ويتابع قائلا: “نهدي هذه الدورة إلى فلسطين، وإلى نساء غزة اللواتي يصنعن من وجعهن جسرا للأمل، ومن أصواتهن نغمة للقضية. نعلن بالصورة صمودنا، وبالسينما مقاومتنا، وبأصوات النساء السينمائيات إصرارنا على الحياة وعلى الحلم بعالم أكثر عدلا وإنسانية”.

ويختم بن رحومة حديثه بعبارة تلخص فلسفة المهرجان وروحه: “نريد أن نترك السينما تتكلم باسمنا جميعا، أن تشهد على زمن نحلم فيه بالعدل والكرامة، وأن تفتح لنا نوافذ على الغد، على ذاكرة تصون الوجوه وتحمل أصوات النساء والرجال الذين لا يساومون على الحق”.

المرأة تصنع صورتها في السينما

في حديثها لـ “سبوتنيك”، تقول المخرجة التونسية خديجة المكشر، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، إن مهرجان “بعيونهن” يحمل فرادته في قدرته على “إيصال صوت النساء ومنحهن فرصة حقيقية لتغيير زاوية النظر إليهن عبر الطرح النسائي لمختلف القضايا”.

وتشير إلى أن السينما، في هذا السياق، ليست مجرد وسيلة للتعبير الفني، بل فضاء لإعادة تشكيل الصورة المجتمعية للمرأة، ولتصحيح الكثير من المفاهيم النمطية التي طالما كبّلت حضورها في الشاشة وفي الواقع على حدّ سواء.

وتوضح المكشر أن أهمية هذا المهرجان تتجاوز مجرد عرض الأفلام، لتكمن في خلق حوار حيّ بين المخرجات والجمهور.

وتقول: “من المهم أن يقابل المخرجون والمخرجات الجمهور مباشرة، أن يستمعوا إلى آرائهم وأسئلتهم، وأن يفتحوا النقاش حول مضامين أعمالهم. فالعرض لا يكتمل إلا بهذا اللقاء، لأن السينما في جوهرها تواصل إنساني، تُنقل فيه الفكرة من المبدع إلى المتلقي، وتتغذى بالاختلاف والتفاعل”.

في عيدهن الوطني.. نساء تونس يطالبن بالحفاظ على مكاسب المرأة

وتضيف أن حضور جمهور نابل المتنوع من طلبة ومهتمين بالسينما وعائلات يمنح العروض طاقة خاصة تجعل من كل جلسة عرض مساحة للتفكير الجماعي في قضايا المرأة والمجتمع.

بدورها، قالت سامية عمامي، المشرفة على ورشة تطوير مشاريع الأفلام القصيرة ضمن المهرجان، إن خصوصية “بعيونهن” تكمن في تركيزه على “المرأة التي تكتب وتبدع وتناضل في حقول مختلفة، لتجد نفسها في النهاية أمام الكاميرا، صانعة صورتها بيدها”.

وتضيف في تصريحها لـ”سبوتنيك”: “هذا المهرجان لا يكرّم المرأة فقط، بل يمنحها مساحة لتروي قصتها بلغتها وأسلوبها الخاص، بعيدا عن القوالب الجاهزة التي اختزلت حضورها لعقود”.

وتشير عمامي إلى أن هذا الاحتفاء بالسينما النسائية يمتد على مدى خمسة أيام، إلى حدود 15 أكتوبر، من خلال عروض موزعة على فضاءات متعددة في محافظة نابل، وهو ما تعتبره “خطوة مهمة في جعل الثقافة السينمائية أكثر قربا من الناس، وكسر احتكار العروض في العاصمة أو في الفضاءات المغلقة”.

وتختم بالقول: “الورشات الموازية، ومنها ورشة تطوير مشاريع الأفلام القصيرة، تمثل مخبرا حقيقيا للأفكار، وفرصة للمخرجات الشابات كي يجدن في المهرجان سندا ودعما لتجاربهن الأولى. فهنا تتكون البذور الأولى لسينما نسائية حرة، جريئة، ومتصالحة مع ذاتها”.




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى