35 صورة نادرة تحكى تاريخ قرية حسن فتحى بالأقصر قبل افتتاح أعمال ترميمها

يرصد “اليوم السابع” فى 35 صورة نادرة تاريخ من السحر والجمال تم بناؤه علي يد المهندس المعماري الشهير “حسن فتحي”، والذي قام بتصميم “قرية القرنة الجديدة” في أغسطس عام 1945م، والتي كانت لها شهرة عالمية عقب ذكر تفاصيل إنشائها في كتاب “عمارة الفقراء” والذي وضح فيه كيف تم بناء القرية خطوة بخطوة لجمع داخلها أكثر من 7 آلاف من المواطنين الذين تم تهجيرهم من منطقة مقابر الملوك بالبر الغربي لحمايتها من السرقات والتعديات عليها خلال تلك الفترة.

ومن المقرر أن تشهد الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، مساء اليوم الخميس، برفقة المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر وقيادات منظمة اليونيسكو، افتتاح المرحلة الأولى من تطوير وترميم قرية المهندس حسن فتحى التاريخية بمدينة القرنة بالبر الغربي، وذلك بحضور الشركة المكلفة بالتطوير وقيادات وزارة الثقافة ومحافظة الأقصر.

وجرت عمليات التطوير والترميمات على قدم وساق داخل قرية حسن فتحى التراثية، والتى حصلت على دعم كبير لمواصلة أعمال تطويرها ورفع كفاءة المباني التاريخية داخله من مسجد القرية ومسرحها والمباني والغرف القديمة التراثية، حيث أكد المهندس محمد ابو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن عملية الترميم في المرحلة الاولي استغرقت ما يقرب من 24 شهرا وفق معاير دقيقة للوصل الي الشكل الحالي بعد تاثر وانهيار المباني الذي دام لسنوات طوال، مضيفاً أن جهاز التنسيق الحضاري بالتعاون مع محافظة الأقصر وضع رؤية بصرية لتطوير المنطقة المحيطة للتناسب مع القيمة المعمارية للقرية .

وتعود القرية التراثية للفنان والمهندس العظيم صاحب الشهرة العالمية بمصر ومختلف أنحاء العالم، حيث جرت مؤخراً ترميم أجزاء القرية بتكليف من منظمة اليونيسكو العالمية التي تتكفل بالترميم والتطوير للقرية للحفاظ علي تاريخها العالمي بجنوب الصعيد بتكلفة تصل إلى 750 ألف دولار، حيث يتم العمل من شركة نوعية البيئة الدولية للاستشارات والتصميمات الهندسية (EQI) للدكتور منير نعمة الله، والمالك هو هيئة التنسيق الحضارى.

وحصل “اليوم السابع” على صور نادرة للقرية والتي تم تخصيص ميزانية من الدولة لبنائها وأختير الموقع المخصص لها في منطقة بعيدة عن جبل القرنة الذي يحوي كافة المقابر الفرعونية القديمة، وذلك بالقرب من الأراضي الزراعية والسكة الحديد التي تتحرك عليها عربات القصب وخلافه، وأقيمت القرية علي مساحة 50 فدانا، حيث تم شراء الفدان الواحد وقتها بمبلغ 300 جنيه، حيث انطلق المهندس حسن فتحي المعماري العالمي في البناء لتلك القرية بعد انتهاء التصميمات، والبدء فعلياً في البناء عام 1946 عبر تنظيم مجاورات سكنية يفصل بينها شوارع عريضة كمحاور مرورية، وصممت الشوارع بمجاورات ضيقة ومتعرجة نسبياً لتوفير الظلال والتآلف بين السكان، وتم تخصيص تلك المجاورات لتسكن فيها كل قبيلة بجوار بعضها البعض لعدم تغيير عاداتهم وتراثهم القديم، حيث تم البناء بالطوب اللبن بطرق مناسبة للبيئة الحقيقية التي يعيشون داخلها بمصر قديماً مع تنظيم فتحات وطرق بناء توفر التهوية الجيدة المريحة للمواطنين دون الحاجة للمراوح أو مصادر الإضاءة حينها.

وتأثر المهندس المعماري حسن فتحي خلال بناؤه قرية القرنة الجديدة بالتراث الإسلامي والحضارة النوبية، وصمم المدينة بطريقة “القباب” وبلغت تكلفة المنزل الواحد وقتها حوالي 250 جنيهاً، وتم توفير بكل منزل منطقة لتربية الماشية وخلافه لتحقيق العزل الصحي لسلامة سكان كل منزل، وبنيت بالقرية مدرستان واحدة للبنين وأخري للبنات، كما تم إنشاء مسجد كبير في مدخل القرية حمل أجمل التفاصيل المعمارية في تصميمه تأثر خلال بنائه المهندس حسن فتحي بالفن المعماري الطولوني ممتزجاً مع الفن الإسلامي في العهد الفاطمي، وتم إنشاء قصر ثقافة حسن فتحي ومسرح مكشوف داخلها، وكذلك بحيرة صناعية ذات تصميم فريد تكافح انتشار مرض البلهارسيا بالإضافة لبناء خان للقرية وسوق ومركز حرفي ومعرض منتجات القرية.