يوم المرأة العالمى..”هايدي”تعيد إحياء الألوان الفرعونية فى الديكور العتيق

يحتفل العالم في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، ولا يمكن الاحتفال به من دون الاحتفاء بالأيدي الناعمة التي تضع لمستها السحرية وبصمتها الخاصة في كل مجال. وفي مجال الديكور أبدعت الفنانة “هايدي حسين” ووضعت لمستها الخاصة بصنع ديكور عتيق يحاكي القطع الفرعونية، باستخدام خلطة الألوان المصرية القديمة التى كان الأجداد يستخدمونها منذ آلاف السنين، فمزجت بين الأصالة والإبداع وبين الخامات الصديقة للبيئة  لطلاء الأعمال الفنية التى تصممها، سواء الفرعونية أو من حضارة أخرى، مما يجعل من يمسك القطع الفرعونية التى لونتها بتلك الألوان الطبيعية التى قامت بتكوينها، وكأن المرء نقل للماضى القديم.

خلطة صديقة للبيئة

وقالت هايدي لـ”اليوم السابع”: استخدم في الأعمال خلطة القدماء المصريين التى كانوا يعملون بها فى تلوين المعابد قديماً، وهي خلطة صديقة للبيئة بالكامل من اللبن والألوان وبعض المعادن الطبيعية، ولكن لم تستخدم فى مصر، برغم أن المصرى القديم هو الذى اكتشفها، وفى الخارج بيستخدموا هذه الألوان خاصة  فى فرنسا وإيطاليا، والمدربين فى إيطاليا  أبدوا تعجبهم لماذا لا يستخدم المصريون تلك الخلطة فى التلوين برغم أنها قد بدأت منهم.  

مميزات الألوان الفرعونية

وعن سر تميز هذه الألوان الفرعونية القديمة قالت أنها تجعل قطع الديكور تبدو وكأنها قديمة ومر عليها آلاف السنين، وبنفس الملمس وبألوان طبيعية لأنها نفس الألوان التى قام باستخدامها المصرى القديم فى تلوين المعابد والتماثيل، وهى ألون طبيعية 100%، ولا يوجد بها أى ألوان صناعية، وتصنع باستخدام المعادن الطبيعية وباستخدام الوسيط أما اللبن أو البيض.

محاولات تجهيز الخلطة

تابعت: الموضوع أخذ محاولات عديدة، وهذه الخلطة تعلمتها من الكورسات من الخارج، من كورس مع فنان إيطالى مشهور وفنان فرنسى، والاثنين قالا نفس المكونات باختلاف أشياء بسيطة، وذكرا الاثنين فى بداية الكورس، أن هذه الخلطة هى نفس الخلطة التى كان القدماء يستخدموها منذ آلاف السنين، وهى أصباغ طبيعية من الأرض، وتظل على الدوام لا تقل، ويوجد حجر يعطى نفس اللون الفيروزى الذى كانوا يستخدمونه قديماَ، وكان لون أساسى فى الرسومات الفرعونية القديمة.

وأوضحت: تحضير هذه الألوان يأخذ وقتا كبيرا، لأنها ألوان طبيعية عن الألوان الصناعية، لأن الألوان الصناعية تكون جاهزة للاستخدام الفورى، أما اللون الطبيعى يتم تكوينه من أوله وحتى النهاية، ويتم تكوين منها كل الألوان التى نريدها.

وبالطبع هذه التجارب لا تنجح من أول مرة فهى تحتاج إلى وقت، مثل الطبخة التى تأخذ وقت حتى تصبح مكوناتها سليمة، فقد كان الأمر بالتدريج، فى بادئ الأمر لم تكن جيدة ثم بعد ذلك أصبحت إلى حد ما جيدة، حتى وصلت للرضا عنها بعد أن عرفت أشياء عن طريق الخبرات والتجارب منها، فمتى يكون اللون ثقيل أو خفيف.  

وولأن هذه الخلطة صنعت بمواد طبيعية فهى تحتاج إلى وسيط، مثل اللبن الذى يعتبر وسيط قوى جداَ، ويحافظ على الألوان وثباتها، وبعد أن يتم التلوين بها لا يكون لها أى رائحة، والجميع يتفاعل مع بعض ولا يصدر أى رائحة تذكر.

حفظ الخلطة

يتم حفظ الخلطة فى الثلاجة لمدة أسبوعين أو شهر على الأكثر، وأضع عليهم نقطتين من ملح الليمون، أو الخل وتظل فى الثلاجة حتى وقت الاستخدام، وهى بطبيعة الحال يجب أن تظل يوما كاملا ثم فى اليوم التالى استخدمها حتى يتم تفاعل المواد مع بعض. 

ردود الأفعال

وعن ردود الأفعال عن القطع المصنوعة بالألوان الفرعونية القديمة قالت: الناس كانت سعيدة جداَ بها فى مصر بهذه القطع وبتلك الخلطة السحرية التى هى نفسها الخلطة القديمة، والأجانب مبهورين بهذه القطع الفنية، لأنها لها شكل جميل مميز، وجديدة. 

 

وعن اهتمامها بتنفيذ قطع الديكور الفرعوني قالت هايدي: فى البداية لم أكن أميل للفن الفرعونى بشكل كبير، وكنت أعمل على الحضارت الخرى مثل الحضارة  اليونانية، والروسية، والرومانية، والعصر الفيكتورى، وبعض الأشخاص اقترحوا علي أن أقوم بالأعمال ذات الطابع المصري القديم، وخاصة بتلك الخلطة التى هى أصل الأعمال الفرعونية، فقمت بتلك الأعمال والناس فرحوا بها، أكثر من الحضارات الأخرى وأنا أحببت النتيجة .