تدور قصة حصان طروادة حول أسطول يوناني يبحر شرقا لإعادة هيلين أجمل امرأة في العالم، إلى اليونان، قبل أن يحاصر طروادة لمدة 10 سنوات ليجدها في النهاية حيث يختبئ المحاربون داخل حصان خشبي يسحبه سكان طراودة عن إلى جدران مدينتهم مما يتسبب فى سقوطهم وقد ابتكر الشاعر اليوناني هوميروس من هذه القصة ملحمة أدب العالم القديم وقد فتنت “الإلياذة” أجيالا لا تعد ولا تحصى وبهذه الطريقة ظلت المدينة المفقودة حية في أذهان الناس.
يقول إرنست بالتروش أستاذ التاريخ القديم في جامعة برلين الحرة وفقا لدويتشه فيله: “على الرغم من موقعها في آسيا الصغرى ، فإن طروادة تمثل بداية التاريخ الأوروبي”.
وقد كان لـ “إلياذة” هوميروس أهمية كبيرة حتى في العصور القديمة إذ يقول بالتروش: “إن الإثارة القديمة فيما يتعلق باليونانيين والرومان استمرت حتى يومنا هذا”.
لكن من هو مكتشف مدينة طروادة؟ إنه عالم الآثار الألمانى هاينريش شليمان الذى ولد في يناير 1822 وتوفى في 26 ديسمبر 1890، وقد اكتسب شهرة كرجل أعمال في روسيا أثناء حرب القرم (1853 – 1856)، في سن الحادية والأربعين أصبح كثير السفر، وبعد دراسته الآثار في باريس، انتقل إلى اليونان وقضى معظم حياته في دراسة الحضارات القديمة.
حصل على درجة الدكتوراه من جامعة روستوك سنة 1869، وكان أول من بدأ دراسة تاريخ اليونان القديم والحضارات المجاورة على بحر إيجة، اكتشف هو وزوجته صوفيا إنجاستر ومينوس شليمان مدينة طروادة المدفونة فى تركيا وقد اشتهرت طروادة بفضل الملحمة اليونانية الإلياذة وقد استطاع شليمان وزوجته مسترشدا بالإلياذة اكتشاف مدينة طروادة سنة 1870.
ولد هاينريش شليمان في شمال ألمانيا ، وقد طور افتتانه بطروادة عندما كان طفلاً فقد أعجب الطفل البالغ من العمر 7 سنوات بصورة خاصة بالمدينة المحترقة في كتاب “تاريخ العالم للأطفال”، واعتقد الصبي اعتقادًا راسخًا أنه يجب أن يكون هناك على الأقل بعض بقايا أسوار المدينة ، وكان يحلم بإخراج طروادة.
تشبث شليمان بطموحه لأكثر من 40 عامًا ، حتى بدأ بحفريات غير مصرح بها في عام 1870 في هيسارليك ، في الأناضول الحالية في تركيا.
حصل على الإذن الرسمي للتنقيب بعد عام واحد فقط في 11 أكتوبر 1871. كان شليمان مقتنعًا جدًا بوجود طروادة القديمة وقصائد هوميروس لدرجة أنه طلب من السفارة الأمريكية دعمه وقد تمت الموافقة على طلبه.
ساعدته قدرته على تعلم اللغات ففي غضون عام واحد فقط تعلم الهولندية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية، في وقت لاحق ، أضاف اللغة الروسية إلى مجموعته وعرف متى ينشر مهاراته اللغوية بشكل استراتيجي.
سافر شليمان عبر تركيا ومعه نسخة من “الإلياذة” كما اخترع طريقة بحث في نهاية القرن التاسع عشر لا تزال مستخدمة حتى اليوم، ومع ذلك ، لم يعترف نظرائه الألمان بإنجازاته لفترة طويلة.
لكن شليمان حصل على الكثير من الدعم في إنجلترا حيث تم الترحيب به باعتباره مكتشفًا لأسطورة طروادة.