“مكة” مصممة أزياء بدوية موهبتها تبحث عن النور بالورقة والقلم والألوان

كعادتها الصحراء لا تترك من يمر عليها دون تأثيرها، بمساحتها الشاسعة الواسعة ورمالها الذهبية الناعمة وروحها الدافئة وحضنها الذى يذهب العقل، اكتشفت “مكة” الفتاة البدوية موهبتها الفنية ووجدت شغفها في الرسم والخطوط والألوان، وتخصصت في تصميم الأزياء، إحدى الفنون التطبيقية المتخصصة التي تعتمد على الخيال ومهارة الابتكار، وعادة يتأثر هذا الفن بالحياة الثقافية والمورثات الاجتماعية، ولكن المختلف والملفت في “مكة” أن الفتاة خرجت من قلب الصحراء، وعينيها تنظر على مواكبة خطوط الموضة العالمية.

في البداية، لم تكمل الفتاة تعليمها، فعادة القبائل البدوية أن تتوقف الفتاة عن التعليم بعد المرحلة الابتدائية إلا القليل منهن، فلم تجد “مكة” سوى القلم فأمسكت به لتخرج مشاعرها على الورق. في البداية كانت ترسم الطبيعة الصحراوية وتخلد موروث الحياة البدوية في صور قدر ما استطاعت، ومع مرور الوقت بدأت تتجه إلى تصميم الأزياء.

التقينا مع “مكة” بنت الصحراء في حوار عن موهبتها في تصميم الأزياء، فقالت الفتاة إنها بدأت الرسم في سن صغيرة بعد المدرسة وأضافت: ” بحكم إننا هنا بدو والعادات والتقاليد تمنعنا الخروج من البيت أو الاشتراك في النت ويكون للبنات صفحة على الفيسبوك، أنا رسمت كل رسوماتى من خيالى، وما حدش بيشوفها غير أهلى، ورغم أنى بحب عيشة البدو جدًا ومدينة لها بتربيتى وأنها حافظت عليا وعلى عزة نفسي؛ إلا أنى نفسي أخرج بره وأشوف العالم”.

وتكمل الفتاة” لما بروح المدينة مع أخواتى بنبهر بها وبأنوار المحلات والفساتين في الفتارين، لما أعدى قدام شاشة تليفزيون كبيرة في الشارع وأنا ماشية ببقى مش عاوزة أمشي بنبهر بالألوان، وبرجع البيت أرسم كل إللى انطبع في خيالي على الورق، وخاصة التصميم للأزياء حبيت أخرج من الزى البدوى لزى المدن فساتين السهرة والبلوزة البنطلون، هو مش طبعًا زى الأزياء العالمية بس مصرية وعربية، بحس أن التصاميم دى بترضينى بيعيشنى في دنيا تانية نفسي أعيشها”.

وفي نهاية الحديث تتمنى الفتاة البدوية أن تخرج تصاميمها إلى النور، وأن ترى ما ترسمه على الورق يتحرك أمام عينها مرتدياه الفتيات في ربوع مصر وخارجها تقول “مكة “الفنانة البدوية” نفسي أحقق أحلامى وأشوف النور والألوان، وأعيش بحرية ومحتفظة بهوية البدوية”.