«وااو هذه القبعة رائعة يا فلة لكن لماذا ترتدينها؟» عدلت فلة وضع قبعتها على رأسها بمرح وقالت لريحان وهي تقدم له واحدة «هذه لك.. يجب أن نستعد فهمهمتنا هذه الليلة ستكون في الحديقة.. وسنحتاج أن ترسم لنا القليل من ضوء الشمس»، تحمس ريحان وقال «رائع لم نعمل في ضوء النهار منذ مدة.. من سيكون بصحبتنا؟» أجابت فلة وهي تغمز بإحدى عينيها وتشير للشاشة «إنه صديقنا آسر، لديه مشكلة صغيرة ولا يعرف لماذا يغضب منه والداه من أجل بعض الكذبات الصغيرة»، رد ريحان بتفهم «آها أظن أنني عرفت ماذا سنفعل».
لم يحتاج آسر وقتًا طويلاً للتفكير في الإجابة، بدا السؤال له سهلاً جدًا، مد يده فورًا إلى يد ريحان اليسرى. تراجع ريحان قليلاً وسأله «هل أنت متأكد يا صغيري؟» أجاب آسر «نعم بالطبع! لماذا أختار الطريق الأصعب للهدية؟» تلاقت عينا ريحان وفلة في نظرة ذات مغزى، وسلم ريحان كيس البذور لآسر الذي التقطه وبدأ على الفور في ري التربة ثم نثر القليل من البذور فوقها وريها مرة أخرى وجلس في حماس منتظرًا النمو السريع والسحري للبذور.
بعد عدة ساعات خرج آسر للحديقة ليطمئن على نباتاته وهديته، فصدم حين رأى النبتة تغولت في حديقتهم الرائعة، وقد حاصرت كل النباتات الجميلة وتوشك على قتلها أما الطريق إلى الهدية فقد انقطع للأبد بسبب الأشواك التي نبتت لهذه العشبة المرعبة.
شعر آسر بالفزع: «لقد استخدمت القليل جدًا من البذور؟! كيف انتشرت بهذه الدرجة ولم لم تخبروني أنها بهذا السوء؟» أجابته فلة ببساطة «هي بذور كاذبة يا صغيري.. يكفي بذرة واحدة لتدمر الحديقة كلها وتنتشر في كل مكان في وقت قصير جدًا.. اخترتها لتغطية رقعة صغيرة من الحديقة لكن دائمًا ما سيخرج الأمر عن السيطرة».