منذ ما يقرب من عامين انطلقت مبادرة شبابية بعنوان “فيرى نايل” هدفها تنظيف النيل من مخلفات البلاستيك القابل للتدوير، محاولة لحماية مياه النيل من التلوث الذى قد يقضى على الثروة السمكية ويهدد البيئة.
وتعيش فئة من الصيادين داخل جزيرة صغيرة تسمى “القرصاية “منذ 40 عامًا، يعتمدون في رزقهم على صيد سمك من النهر، ولكن مع إلقاء المخلفات في النيل وانتشار التلوث الذى يهدد البيئة داخل النهر وخارجه و ندر السمك في المياه، مما حفز الصيادين ليكونوا أول من يشاركون في تلك المبادرة .
فرح مسئول التوعية بمبادرة فيرى نايل
والهدف الرئيسي للمبادرة هو تنظيف النيل وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية والهدف الأهم هو الوعى بحماية البيئة المحيطة بالإنسان، وعن نجاح المبادرة وأهميتها وضحت فرح عبد الباقي مسئول التوعية في مبادرة “فيرى نايل”، التى وصل عدد المتطوعين فيها حتى الأن إلى 4500 متطوع، رفعوا حوالى 40 طن من المخلفات فى النيل بمشاركة الصيادين، وتم جمعها داخل جزيرة “القرصاية” وفرزها ووزنها وإعطائهم المقابل المادى على عملهم، والخطوة التالية هي إرسال البلاستيك بعد ضغطه إلى أحد المصانع المشاركة معهم لإعادة تدويره وتحويله إلى خيوط بلاستيكية تدخل في صناعة الملابس ومقاعد السيارات.
المتطوعين بمبادرة فير نايل
وتابعت “فرح”: ليست هناك صعوبة في إقناع المتطوعين من الصيادين، فلديهم الحافز القوى لتنظيف النيل لأنه يتعلق برزقهم و”قوتهم” اليومي، كما التأكد من وجود أدواتهم مثل القفازات والشبك كان له أهمية قصوى لتسهيل عملية التنظيف وحماية الصياد من التعرض لأى ضرر، وكانت المفاجئة لنا أن الإعتماد الأساسي كان على الصياد، فهو يعلم جيدًا الطريق داخل مياه النيل والتجول بقاربه بداخله”.
العمل داخل الورشة لضغط الزجاجات البلاستيكية
وعن أنواع البلاستيك الخارج من النيل قالت “فرح”: يتم تجميع نوعين من البلاستيك الأول ذات القيمة العالية وهو الشفاف المستخدم في زجاجات المياه المعدنية ويباع بالكيلو منهم للصيادين بـ 13 جنيه، والأخر ذات القيمة قليلة الجودة ويباع بـ 4 جنيهات مثل الفوم والبلاستيك الأخضر، وتقوم المبادرة برفع كافة أنواع البلاستيك لأن هناك شركات تدعم المبادرة، بالإضافة إلى وزارة البيئة، كما أننا نقوم بإرسالها إلى مصنع أسمنت ليتم استخدامه كوقود بديل لا يؤدى لعوادم سامة تضر بالبيئة”.
احد الفنانين الشاركين في المبادرة
والمبادرة شارك فيها العديد من الفنانين منهم أروى جودة، ومى الغيطى، كريم قاسم، أحمد مجدى، والمخرج تامر عاشور، ولا يمكن أن ننسى دعم الفنانة الكبيرة يسرا التي قامت بعمل “فويس أوفر” لفيلم قصير توعوى، أشادت فيه بالتعاون داخل المبادرة وتحدثت مسئول التوعية بالمبادرة “فرح” عن دور المرأة، حيث قالت:” المرأة لها دور كبير فى المبادرة، والمتابعون على شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تعدى الـ 63% سيدات بالإضافة إلى المشاركون في على الأرض أغلبهم من السيدات والفتيات، والعاملين بالورشة 90% منهم سيدات وربات بيوت، لدينا ما يقرب من 18 سيدة تعملن في الورشة، تقومن بفرز الأكياس وقصها وتعقيمها وتحويلها إلى أقمشة بلاسيكية سميكة يمكن تشكيلها بسهولة. سواء بالكروشيه أو بالتطريز، أو غيرها بحيث سهلة الاستخدام، ويتم بيع هذه المنتجات عل صفحة “الفيس بوك “أو من خلال معارض صغيرة هنا داخل جزيرة القرصاية .
احدى الفتيات تخيط البلاستيك
اعمال من مخلفات البلاستيك
فنانين مشاركين في المبادرة