“لدى علاقة حسية مع اللون، عندما أدخل متجر دهانات، أريد ابتياع كل شىء!” كلمات قالتها الراحلة جاذبية سرى فى إحدى المناسبات الفنية وصارت جملة شهيرة لدرجة أن موقع المزادات الشهير سوثبى حفظ تلك الجملة ضمن بروفايل الفنانة التشكيلية الكبيرة الراحلة، حيث يقول الموقع عن علاقتها بالألوان إنها علاقة عشق تعكس كونها بارعة فى السيطرة على اللون، تمامًا مثل الخيميائى، تنفث الحياة فى لوحتها بطريقة غنائية مميزة – فكل لوحة قماشية لها إيقاعها الخاص، بينما ينبع نهج جاذبية سري الفني في جوهره من انجذابها لثقافة الحرفيين المحلية في مصر.
تناقش لوحات جاذبية سرى التصويرية موضوعات مهمة خلال منتصف القرن العشرين فى مصر، من تغير الهياكل الأسرية وأدوار المرأة إلى القضايا الطبقية، وعلى الرغم من أن لوحاتها قد حظيت بمجموعة من المعارض والمجموعات الدولية المرموقة، إلا أن روح فنها ظل مرتبطا ارتباطًا وثيقًا بالثقافة والشعب والتراث المصرى.
ولدت جاذبية سرى عام 1925 فى القاهرة لأم أرملة، وفى سن مبكرة، عبرت عن موهبة رائعة فى الفنون، وقامت والدتها بتسجيلها فى مدرسة فنية، فى هذا الوقت، افتقر تعليم المرأة إلى الدعم المجتمعي ، وكان على والدتها في كثير من الأحيان إخفاء حقيقة تعليم ابنتها عن الجيران والأصدقاء.
تخرجت جاذبية سرى من المعهد العالي للفنون الجميلة في القاهرة عام 1950 وحصلت على منحة حكومية للدراسة مع مارسيل جروماير في باريس في ذلك العام.
وعندما عادت إلى القاهرة ، كان من الواضح أنها كانت متوافقة بشكل خاص مع تأثير المرأة في الجمهورية المصرية الجديدة، بدافع من قدرة والدتها على الصمود خلال الفترة في التاريخ المصري ، لذا فغالبًا ما تصور لوحاتها شخصيات نسائية قوية ومتطلبة، وتؤكد في كثير من الأحيان على المساحات بين الأجيال.