يبدو أن الأمور تسير على ما يرام بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين فى أوروبا، ففى خلال أسابيع قليلة فازوا فى الانتخابات البرلمانية فى ألمانيا والنرويج والانتخابات المحلية فى إيطاليا، فهل بذلك انتهت أزمة الديمقراطية الاجتماعية، التى أشعلت النقاشات لسنوات؟.
الباحث الألمانى أوى جون من جامعة ترير يجيب فى تصريحات لصحيفة كورير النمساوية، أن النجاحات الانتخابية الأخيرة نسبية، ففى النرويج، كانت النتيجة الأسوأ فى تاريخهم، بينما جاءت ألمانيا فى المركز الثالث، وفى العديد من البلدان يقودون حكومات الأقليات فقط، ويعيد جون النجاحات التى حققها الاشتراكيون الديمقراطيون إلى حد كبير بسبب ضعف المنافسة.
ويؤكد جون أن الوضع فى النمسا يتناسب مع هذا، ففى الاستطلاعات، التقت حزب الديقمراطى الاجتماعى مع حزب الشعب لأول مرة منذ سنوات، لكن الديمقراطى يدين بتحسن وضعه بسبب الاضطرابات الواقعة وفقدان إشراق المستشار المستقيل سيباستيان كورتس بعد تورطه فى اتهامات بالفساد والرشوة.
كما يستفيد الديمقراطيون الاجتماعيون فى أوروبا أيضًا من حقيقة أن القضايا الاجتماعية ومزايا الدولة فى المقدمة فى طريقهم للخروج من الوباء، ومن ناحية أخرى، عندما يتعلق الأمر بالأسئلة الاجتماعية والثقافية، والتى يوضحها جون أيضًا مثل الأمن أو القومية أو الهجرة، “لم تجد الديمقراطية الاجتماعية الإجابات الصحيحة، لكن هذه القضايا لا تلعب دورا مركزيا فى كثير من البلدان فى الوقت الحالي”.
لكن هذا لا يعنى أن إنقاذ الاشتراكية الديمقراطية يكمن فى برنامج يسارى مؤكد، كما يقول الباحث الألمانى جون: حتى الآن، كان الجناح المتمركز والأكثر براجماتية دائمًا أكثر نجاحًا فى الانتخابات، وإذا كان لديك مرشح كبير من اليسار فكر فى جيريمى كوربين فى بريطانيا العظمى – فغالبًا ما يحدث خطأ.”
وبالنسبة إلى جون، هذا هو أحد الدروس التى يمكن أن يستخلصها الاشتراكيون الديمقراطيون من النجاحات الأخيرة: هناك حاجة إلى شخصية رفيعة يمكنها التأثير على الوسط السياسى، مثل أولاف شولتز، قائد الحزب الاشتراكى الديمقراطى، فمن المهم أيضًا ألا تظهر معارك الجناح فى المقدمة .
وينصح الباحث الألمانى الديمقراطيين الاجتماعيين، بالامتناع عن “المحاولات اليائسة” لمخاطبة الناخبين والتركيز على الحملات الانتخابية بقضاياهم الاجتماعية الكلاسيكية.