والبداية مع أمريكا فلم يكن تعليم الطفل “موحدًا” خلال الحقبة الاستعمارية الأمريكية، التي امتدت معظم القرنين السابع عشر والثامن عشر، فلم يتم إقرار التعليم المجاني المدعوم من الضرائب لجميع الأطفال حتى منتصف القرن التاسع عشر، بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في المستعمرات، تباين توافر المدارس وجودتها اختلافًا كبيرًا حسب المنطقة.
تأسس الإصلاح البروتستانتي على الإيمان بأن المؤمنين يمكن أن يتواصلوا مباشرة مع الله من خلال قراءة الكتاب المقدس، هذا هو السبب في أن المتشددين الإنجليز الذين أسسوا مستعمرة خليج ماساتشوستس في ثلاثينيات القرن السادس عشر وضعوا أولوية للتعليم بحسب ما ذكر موقع هيستورى
يقول إدوارد جاناك ، المؤرخ التربوي والأستاذ بجامعة توليدو: “لقد اتخذ محو الأمية وجها دينيًا”.
لم يطالب “قانون الحضور الإجباري في ماساتشوستس” ، الذي صدر عام 1642 ، الأطفال بالذهاب إلى المدرسة ، لكنه نص على أن جميع أرباب الأسر في ماساتشوستس مسؤولون عن “تعليم” أي أطفال يعيشون تحت سقف منزلهم (بما في ذلك أطفال الخدم والمتدربين) ، وهو ما يعني تعليم “القراءة والدين والقوانين”.
كانت مدارس نيو إنجلاند الصغيرة عبارة عن منازل مدرسية من غرفة واحدة مليئة بالأولاد (وغالبًا ما تكون الفتيات) من مختلف الأعمار، الأطفال يذهبون إلى المدرسة عندما تسمح الظروف بذلك، قد يحضرون لمدة خمسة أو ستة أسابيع ثم يأخذون شهرًا إجازة للمساعدة في المزرعة أو في المتجر ثم يعودون ويستأنفون من حيث توقفوا.
كانت المدارس الصغيرة تعلم القراءة والكتابة والتهجئة والقواعد والحساب الأساسي ، وكلها مشبعة بجرعة صحية من التعليم الديني والأخلاقي،كان الكتاب المدرسي الأكثر شيوعًا فى أمريكا هو The New England Primer، وهو مجلد بحجم الجيب به رسومات محفورة بشكل خشن وأبجدية متناغمة.
كان العقاب البدني مقبولًا ومتوقعًا في المدارس الاستعمارية، في البيوريتن نيو إنجلاند، كان ضرب الطلاب مسموحًا به فوفقا لقواعد مدرسة ماساتشوستس منذ عام 1645كان النص واضحا: “يجب أن يتمتع مدير المدرسة بالسلطة الكاملة لمعاقبة جميع طلابه، لن يقوم أي من الوالدين أو أي شخص آخر يعيش في المكان بإعاقة السيد في هذا “