منوعات

كتب وروايات بقفص الاتهام.. أبرزها في الشعر الجاهلى وعزازيل

الإبداع نشاط إنسانى بحت، يتمثل فى إخراج الكاتب مكنونه الداخلى ومشاعره، بوسيلة أو بأخرى، لتخرج فى النهاية على هيئة عمل إبداعى مثل الشعر أو العزف أو الرسم، وفى النهاية من الممكن أن يواجه هذا العمل النقد أو الذم، وأحيانا يصل بصاحبه إلى المحاكمة وربما السجن أيضا، وعلى مدار التاريخ الأدبي، كانت هناك العديد من الكتب والروايات، بصاحبها إلى التحقيق والمحاكمة وربما السجن، فهناك العديد من الكتاب والأدباء التى تسببت كتاباتهم وأرائهم الإبداعية وأفكارهم الشخصية فى العديد من المشاكل.


في الشعر الجاهلي


عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، كان أحد الذين ذهبوا إلى المحكمة، بسبب كتاباتهم، وذلك على خلفية صدور كتابه الشهير “فى الشعر الجاهلى”، والذى اعتبره الكثيرون وقتها مسيئا للدين الإسلامى، وبحسب كتاب “محاكمة طه حسين” للأديب الكبير الراحل خيرى شلبى، فإن المحاكمة بدأت بعدما تقدم عبد الحميد البنان عضو مجلس النواب حينها بدعوى أن كتاب “فى الشعر الجاهلي”، طعن وتعدى على الدين الإسلامى  بعبارات صريحة واردة فى كتابه سنبينها فى التحقيقات”، وبعد شهور من التحقيقات، قرر المحقق حينها براءة الدكتور طه حسين من تهمة الإساءة للدين، مؤكدا أن ما ورد فى الكتاب كان بهدف البحث العلمى.


طه حسين


 


مسافر في عقل رجل

الأديب علاء حامد، قضى فترة حبس لمدة 6 أشهر، وذلك بعد صدور روايته «مسافة فى عقل رجل» فى إبريل 1988، ووزعتها مؤسسة الأهرام، وأثارت جدلا، وكان أول من هاجمها الكاتب أحمد بهجت فى 3 مارس 1990 فى عموده بصحيفة الأهرام “صندوق الدنيا” تحت عنوان “سلمان رشدى آخر”، وفى 14 مارس 1990، قامت لجنة من الأزهر الشريف، بالاعتراض على الرواية، وأحالت على أساسها هيئة النيابة الإدارية، علاء حامد، إلى المحكمة التأديبية العليا، وفى 25 ديسمبر 1991 أصدرت محكمة أمن الدولة (طوارئ) حكماً بسجن الأديب علاء حامد، 8 سنوات، وغرامة قدرها 2500 جنيه، لم يقض منها بين أسوار السجن سوى ستة أشهر وخرج بعدها، بعد التماس تقدمت به المنظمة المصرية لحقوق الإنسان للدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء آنذاك.


أبي آدم

كتاب “أبى آدم” للدكتور عبد الصبور شاهين، أثار جدلاً كبيرًا، لأنه قدم تعريفًا لآدم بأنه “مخلوق بشرى ترابى أرضى ربانى”، وناقش قضايا مراجعة التفاسير التراثية لآيات القرآن الكريم لتكون متفقة مع معطيات العلم الحديث، الطريف أن مؤلف الكتاب، كان من ضمن الذين اتهموا المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد بالتكفير، ورفض مناقشة أحد كتبه ومنحه درجة الأستاذية بحجة أن بها شبهة كفر، لتدور الأيام ويُتهم الكاتب بالتهمة نفسها التى رمى بها “أبو زيد”.


 


والانتقادات التى تعرض لها الكتاب كانت عديدة، منها ما قاله الدكتور زغلول النجار فى لقاء تليفزيونى بأن الكتاب به ترسبات للفكر، وخاض المؤلف أرضًا ليست بأرضه ودخل فى تخصص ليس من تخصصاته، فأخطأ أخطاء كثيرة ما كنت أتمنى أن يقع فيها أبدًا، بحسب وصف النجار.


وليمة لأعشاب البحر 


رواية للأديب السورى حيدر حيدر صدرت عام 1983 فى سوريا تدور أحداثها حول مناضل شيوعى عراقى هرب إلى الجزائر، غير أنه يلتقى بمناضلة قديمة تعيش عصر انهيار الثورة والخراب الذى لحق بالمناضلين هناك، وفى عام 2000، أعادت وزارة الثقافة المصرية، طبع الرواية، وما إن طبعت حتى أحدثت جدلاً، وصل إلى حد التظاهر ومطالبة الأزهر بمنعها تحت دعوى “الإساءة إلى الإسلام”.


 


ورغم الضجة الكبيرة التى أثارتها الرواية إلا أنها “جاءت ضعيفة فى البناء الروائى” وذلك بحسب الكاتب الكبير رجاء النقاش فى كتابه ” قصة روايتين: دراسة نقدية وفكرية”، والذى ناقش فيها رواية حيدر حيدر بجانب رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى، ذاكرة الجسد، وأوضح “النقاش” السبب الأساسى للضعف، والارتباك الفنى والموضوعى فى “الوليمة” كنص روائى هو أنها قامت فى بنائها الأساسى على نظرة حزبية ماركسية ضيقة، ولذلك فإن الكاتب لا يتعاطف مع الأشخاص من أبطال روايته ما عدا الماركسيين.


 


وحسبما صرح الناقد أحمد عبدالرازق ابو العلا فإن الرواية طبع منها 3 آلاف نسخة بيع منها 1200 نسخة بسعر جنيهين للنسخة وبعدها حدثت أزمة تتعلق بموضوع الرواية وتم سحب باقى النسخ وبيعت بأسعار خيالية تصل الى 100 جنيه للنسخة.


 


عزازيل


الأديب الكبير يوسف زيدان، هو الآخر لم يسلم من الانتقادات بعد روايته الشهيرة “عزازيل” فرغم حصول الرواية على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” إلا  أن منظمات قبطية اتهمته بازدراء المسيحية، ونقلت الجارديان عن زيدان قوله حينها “لا يمكن أن أتنبأ بما ستسفر عنه القضية، وسأحاول التزام الهدوء، لأن القانون المصرى ينص على عدم أحقية المدعى عليه فى التعليق على القضية، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على الإجراءات القانونية”.


 


وأضاف “هناك العديد من الدعاوى التى طالبت بمصادرة “عزازيل”، ولكن الحكومة المصرية لم تستجب لمطالبهم، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يواجه دعوى “ازدراء الأديان”، وأكد أن “غالبية المثقفين توقعوا أن يتجاهل النائب العام هذا الطلب، إلا أنه فوجئ بإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارئ” لبدء المحاكمة”، واختتم “زيدان” لم أكن أتوقع أن تستغل “عزازيل” سياسيا” كما يحدث الآن.


 


عزازيل


 


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى