نلقى الضوء على كتاب “صرخة الغضب: دراسة بلاغية فى خطابات الانتفاضة اللبنانية” للباحث اللبنانى نادر سراج، والذى يتعرض للأزمة التى تحيط بلبنان مؤخرا.
وعن الكتاب هو فى تقصيه المنهجى والعملى لمفهوم “خطاب الهامش” وآليات اشتغاله يتنزّل فى مجالَى تحليل خطاب الشعارات وتأصيل بلاغة جديدة.
وأظهرت المضامين (الهتافات والمدونات والشعارات والكتابات الجداريّة)، أن الهامش أضحى اليوم متنًا بقدر ما أمسى الجدار نصًا، لما تنطوى عليه الساحات العربيّة، من فيض بلاغى مبتكر ومستظرف وسَمَ درر البلاغة الشعبية من الكلام الاعتراضي.
وثمة أهميّة معقودة على هذا الخطاب لاستئناسه المراحَ الحيوى للأفراد والجماعات، وما تثويه من معانٍ وإشارات ودلالات، وما برح الدارسون يفككون شفراته ويحللون منطوياته (نصوص احتجاجية وملتقطات تراوحت بين هتافات وأغان وأهازيج وأمثال ونكات وتعليقات)، ولعل الشواهد المستقرأة تلمّح إلى أن هذا الضرب من الخطاب لا يقلّ حضورًا وقيمة تعبيرية عن الخطاب المركزيّ، بل يمثّل رديفًا مهمًا للخطاب الاجتماعى والثقافى السائد.
وسلّط المؤلّف أضواءً كاشفة على هذا الفرع المعرفى المستحدث واستجلى دلالاته، كما التفت إلى المكبوتات النفسيّة وصيغ البذاءة السوقيّة التى توظّف أداة للاعتراض ولمقاومة الأنظمة الفاسدة. وأظهر أن استرفاد هذا الخطاب فى سياقات ومنهجيات علميّة، من شأنه أن يرتقى بـ”اليومي” و”المحكي” إلى مستوى أكاديمى رفيع ويعلى قيمته البحثيّة.