وفي هذا الصدد، قال إبراهيم سلامة رائد صناعة أقفاص جريد النخيل، لـ”اليوم السابع”، إن حرفة صناعة جريد النخيل بالنسبة له ولأسرته تراث وإرث يتوارثونه جيل تلو الآخر، حيث ولد وجد والده وأجداده يمتهنونها ويبدعون في تصميم الأثاث القديم ومنتجاته المختلفة من أسرة وكراسي وطاولات وأقفاص خضر وفاكهة، مشيرا إلى أن رحلة تعلمه لأصول المهنة بدأت منذ أن كان في الثالثة من عمره، ومع مرور السنين احترفها وأجاد صناعتها ونجح في أن يحافظ مع أخواته وأبنائهم على إرث أجدادهم من الاندثار.
وتابع، أن صناعة جريد النخيل مهنة صعبة تحتاج للمهارة والدقة والتركيز والصبر؛ كونها تستغرق ساعات طويلة من العمل الشاق حتى ينتهون من الأعمال المطلوبة منهم، مشيرا إلى أن الصناعة تمر بمراحل عديدة تبدأ بتقطيع الجريد وشقه باستخدام الساطور، وعزل الخوص عن الجريد وتقسيمه إلى رقائق سقف وأطواق ودوائر ولواصق وعيدان التي يصنع منها جميع المنتجات المختلفة باستخدام المنجل، ومن ثم دق أعواد الجريد لصنع فتحات صغيرة باستخدام الشاكوش الخشبي، وبعدها يتم تركيب وتثبيت الأعواد مع بعضها البعض لتشكيل المنتجات المطلوبة منهم.
وأوضح أنه بالرغم من متاعب المهنة ومشقتها، إلا أنها تعد مصدر رزقهم الوحيد، ومصدر سعادتهم وفخرهم الذي قضوا طفولتهم وشبابهم وحياتهم يبدعون من خلالها بمهاراتهم الفائقة في التصنيع، مشيرا إلى أنهم نجحوا في الحفاظ على مهنة أجدادهم حتى يومنا هذا في ظل ما تواجهه من تحديات تهدد بقاءها.