منوعات

سارة القويسى تكتب عن الشاعر الهادر / الهادئ


الشاعر الهادر / الهادئ هو الدكتور. هيثم الحاج علي، كاتب مصري، وشاعر، شيخ من شيوخ العربية المعاصرين، يعمل أستاذًا للأدب العربي الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان.


 ولد في شبين الكوم، محافظة المنوفية، في التاسع من سبتمبر لعام 1970، تلقى تعليمه في مدينة شبين الكوم، حصل على ليسانس الآداب، قسم اللغة العربية، جامعة المنوفية، دور مايو، عام 1992، بتقدير جيد جدا، حصل على ماجستير الدراسات الأدبية، قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة حلوان 1999، وقدم أطروحة بعنوان: “تقنيات التجريب في القصة القصيرة عند يوسف الشاروني”، بتقدير ممتاز، حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الأدبية، قسم اللغة العربية، كليه الآداب، جامعة حلوان 2005، عن أطروحته: “آليات بناء الزمن في القصة القصيرة المصرية في الستينيات”، بمرتبة الشرف الأولى.


قدم إلى المكتبة العربية مجموعة من الكتب والدراسات الهامة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تقنيات السرد في شعر أمل دنقل، والذي خرج إلى النور في إصدار خاص. كما قدم  بحثًا عن المجاز بوصفه تقنية سردية، عنوانه: المجاز وتوظيفه في القصة القصيرة عند محمد حافظ رجب، وبحث عن بلاغة المكان السردي في رواية الخماسين لغالب هلسا، ودراسة عن أشكال التلقي الجديدة وإشكالياتها في الثقافة العربية، جاء هذا البحث كمحاولة جديدة لرصد تأسيسي لآليات عمل السارد المصاحب عند نجيب محفوظ وسيد الوكيل، صدر في مجلة ألف الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقدم ورقة بحثية بعنوان: “المخطوطات والتسامح” في المؤتمر العلمي الدولي الثاني لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة محمد بن زايد، ونشر بحثا عن يوسف الشاورني بعنوان: “آليات الزمن في قصة يوسف الشاروني القصيرة” في المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة احتفالا بإبداع يوسف الشاروني، وقدم بحثًا عن المجاز وحميمية الاتصال، دراسة في قصص محمد حافظ رجب في مؤتمر غرب ووسط الدلتا الثقافي لعام 2022، ودراسة عن القصة القصيرة وأزمة الهُوية في مؤتمر الأدب بين الهوية والتحولات، وبحث عن الذاكرة والموت، وحركية الصورة السردية في طلل النار ليوسف أبو رية وذلك أثناء الحديث عن مسيرة الفن القصصي والروائي عند يوسف أبو رية، وبحث عن فن التعبير عن الأزمة، حول ملامح السرد في إقليم غرب ووسط الدلتا، وبحث عن أثر القصة القصيرة في رواية ما بعد الحداثة في مصر،  وبحث قراءات تحليلية في آليات التجريب والتجديد، وبحث عن المتحولون من القصة القصيرة إلى الرواية، وعن اتجاهات النقد الاجتماعي العربي الحديث، وبحث حول دور المجلات الثقافية ودورها في المشهد الثقافي الخليجي، ودراسة حول الوعي بالمكان في الرواية الخليجية، وقدم ورقية في ذكرى الثورة التونسية، وورقة حول حالة حقوق الملكية الفكرية بمصر، وبحث يدور حول تقنيات السارد المغترب في ثلاث روايات مصرية، وبحث حول الوسيط الإبداعي وشكل السارد في الرواية، بحث في تقنيات النوع، كما قام بتقديم الورقة الافتتاحية في ملتقى القرين الثقافي بالكويت، والتي جاءت بعنوان: الثقافة والاقتصاد، نحو علاقة جديدة وتنمية متبادلة.


قام د. هيثم بالمشاركة في إعداد تقرير الحالة الثقافية المصرية 1980- 2010، وشارك في إعداد تقرير الحالة الثقافية المصرية 2011- 2015.


عضوية اللجان والجمعيات العلمية:


حصل على عضوية مجموعة من اللجان والجمعيات العلمية، نذكر منها: عضوية الفريق الوطني لإعداد التقرير الوطني للتنمية الرقمية في مصر، وزارة الاتصالات، 2022، وعضوية لجنة مبادرة “الثقافة بين إيديك”، وزارة الثقافة، عام 2020، عضوية لجنة بحث المادة العلمية لإصدار كتاب “القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية” عام 2020، وعضوية لجنة تنسيق فعاليات برنامج “بورسعيد عاصمة للثقافة المصرية”، عام 2020، وعضوية اللجنة العليا للمهرجان القومي للمسرح لدورته الثالثة عشر عام 2020 حتى الدورة الخامسة عشر 2022، وعضوية اللجنة العليا للإصلاح التشريعي بوزارة الثقافة عام 2019، وعضوية المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، وزارة التربية والتعليم: 2016 – 2018، وعضوية مجلس إدارة المركز الثقافي المصري – دار الأوبرا المصرية، وزارة الثقافة المصرية، عام 2018-2016، وعضوية مجلس إدارة مكتبة مصر العامة منذ 2017 حتى 2022، وعضوية مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين منذ 2015 حتى 2022، وعضوية لجنة قطاع الآداب بالمجلس الأعلى للجامعات، وزارة التعليم العالي 2015-2018، وعضوية مجلس كلية الألسن، جامعة عين شمس 2017-2019، وعضوية اللجنة الدائمة لاختيار القيادات بوزارة الثقافة المصرية، وعضوية اللجنة الدائمة لاختيار القيادات بأكاديمية الفنون المصرية، وعضوية اللجنة الدائمة لاختيار القيادات بالمركز الثقافي المصري، دار الأوبرا المصرية، وعضوية اللجنة الدائمة لاختيار القيادات بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وعضوية مجلس إدارة المركز العلمي للترجمة – كلية الآداب جامعة حلوان منذ 2018، وعضوية مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقد الأدبي منذ 2009.


كما ترأس مجموعة من اللجان العلمية، مثل: لجنة أبحاث مؤتمر أدباء مصر، الهيئة العامة لقصور الثقافة، الإسكندرية 2009.


وأصبح القائم بأعمال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة منذ نوفمبر 2016 حتى أبريل 2017، كما تولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب منذ يونيو 2014 حتى أكتوبر 2015، وأصبح القائم برئاسة مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب منذ أكتوبر 2015 حتى أكتوبر 2022، وإدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ الدورة 47 عام 2016 حتى الدورة 53 عام 2021.


الجوائز والتكريم:


حصل دكتور هيثم الحاج علي على مجموعة من الجوائز، منها حصوله على الأستاذية الشرفية من جامعة نينغشيا الحكومية الصينية سبتمبر، 2019.


كما قام وزير الثقافة التونسي بتكريمه في افتتاح ملتقى قرطاج الشعري الأول مارس، 2018، وكرم من قبل جمعية المساعي المشكورة لأعلام المنوفية في فبراير لعام 2018، وكرم من قبل اتحاد الناشرين العرب في اجتماع مديري معارض الكتب العربية على هامش معرض الكويت الدولي للكتاب، أكتوبر2017، كما كرم من المحكمة الدستورية العليا عام 2023.


كما حصلت دار “بيت الحكمة الصيني” تحت رئاسته على جائزتين من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55 لجائزة أفضل كتاب نقد أدبي لعام 2024، عن كتابي: النقد الثقافي للباحث مدحت صفوت، والتماسك النصي في الشعر العربي للدكتور حسام جايل.


الهادر والهيئة


أما عن فترة توليه لرئاسة مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب فقد قام د. هيثم بعدد من الإجراءات التي غيرت مجرى العمل داخل الهيئة، وغيرت وجهة صناعة الكتب والنشر في مصر، فقد قام بتطوير مطابع الهيئة العامة للكتاب، وهذا ساعد في تغيير الفكرة القديمة المعروفة عنها؛ بحيث أصبحت منافسًا في مجال الطباعة التجارية للغير، حيث قامت الهيئة في عهده بالتعاقد على طباعة كل إصدارات هيئة قصور الثقافة، وذلك للمرة الأولى في تاريخها.


أما عن عمله كإداري فقد قام د. هيثم بجرد مخازن الكتب جردا كاملا ووضعها محتوياتها على برنامج رقمي، هذا البرنامج أتاح البدء في استغلال مخازن الكتب بشكل جيد وإتاحتها للجمهور، ووضع الخطط التسويقية المناسبة وتغذيت العاملين عليها بمعلومات دقيقة ومحددة، وبناء على ذلك، بدأ د. هيثم بإطلاق مبادرة “ثقافتك كتابك” عام 2021، وطرح الكتب القديمة بأسعارها مناسبة، تتراوح ما بين جنيه إلى عشرين جنية، في كل منافذ الهيئة مما وسع دائرة البيع بصورة كبيرة، وأعاد الإقبال على الشراء من منافذ الهيئة بكميات كبيرة، كما بدأ في تنفيذ مشروع “كشك كتابك”، لزيادة عدد منافذ الهيئة بالقرى الداخلة ضمن التطوير في مبادرة حياة كريمة والبدء بإنشاء 79 كشك في العام الأول فقط.



أطلق د. هيثم مجموعة من السلاسل الجديدة، التي تواكب متطلبات الشباب، مثل: سلسلة ما لكتب الجيب، والتي يختص كل كتاب منها بالتعريف بفرع من فروع المعرفة، ويكلف بكتابتها مجموعة من كبار المتخصصين في هذه العلوم، وقد أمر بإصدار هذه السلسلة بسعر زهيد لا يتجاوز الخمسة جنيها.


تعاون د. هيثم مع شباب الفنانين، وذلك لإصدار أنواع جديد من الكتب بداخل الهيئة، هذه الكتب تمثل فنًا جديدًا لم يصدر عنها من قبل وهو فن الكوميكس، وأصدر كتبًا خاصة وموجهة للأطفال، مثل: إصدار سلسلة رؤية للأطفال، وكتب التلوين، والتي قدمت بصورة مبتكرة، وبأسعار لا تتجاوز العشرة جنيهات حتى يتمكن الجميع من الحصول عليها، كما أصدر سلسلة خاصة بعنوان: حكايات الولاد والأرض للتعريف بشخصيات الشهداء المصريين، وربط الأطفال بهويتهم ووطنهم، وقدم كتب البازل، والتي وجهت لأطفال ما قبل المدرسة، وأصدر كتبًا خاصة بالنشء تهتم بالحضارة المصرية القديمة.


هذا النشاط الكبير الذي أشعل وطيرة العمل على قدم وساق، ساعد في تغيير الرؤية العامة للهيئة عن طريق فتح الباب للكُتّاب الشباب للمشاركة بنشر أعمالهم، بعدد من السلاسل والمجلات، مثل: سلسلة كتابات جديدة، وسلسلة الشعر العامي، ومجلة فنون، ومجلة العلم والحياة، مشرع أبطال أكتوبر “حكايات النصر”، وغيرها من السلاسل التي فتحت أبوابها أمام شباب الكتاب.


كما قام بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، وذلك لإصدار سلسلة رؤية للفكر المستنير، والتي تم إصدارها باللغة العربية، وباللغات الأجنبية المختلفة، وطبعتها بأحجام متوسطة حتى يستطيع الجميع اقتنائها، والتي قام بكتابتها مجموعة شباب الكتاب تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف وتعاون مع البنك الأهلي ودار الهلال، لإصدار طبعة منخفضة التكاليف من موسوعة وصف مصر، وإصدار طبعة مخفضة من كتاب شخصية مصر لجمال حمدان ضمن مطبوعات مكتبة الأسرة.


كما قام بتطوير منفذ بيع الهيئة في مدينة الشروق وإعادة افتتاحه، ساعد ذلك في زيادة أصول الهيئة بأكثر من مائة مليون جنية مصري، وذلك من خلال تخصيص مكتبة الطفل بالشروق.


تعاون مع دور النشر الصربية والمركز الكاثوليكي في روما لنشر مترجمات عيون الكتب العربية، وبالفعل تم إصدار حوالي 15 عنوانًا مترجمين إلى اللغة الصربية والإيطالية، منها على سبيل المثال ليس الحصر: موسوعة مصر القديمة، شخصية مصر، بعة خاصة من موسوعة وصف مصر، وغيرها.


كل هذا ساعد في عودة هيئة الكتاب للحصول على جوائز في مسابقات مصرية وعربية، مثل: جائزة ساويرس في القصة والرواية والنقد الأدبي، والدخول في قائمة زايد للعلوم الاجتماعية، والحصول على جائزة الدولة التشجيعية، والحصول على غيرها بصورة دورية، وبعدد وصل في بعض الأعوام إلى أكثر من سبع جوائز، بخلاف حصول كتبها على جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب.


أما عن معرض الكتاب فحدث، صاحب فكرة نقل أرض المعرض من مدينة نصر إلى أرض المعارض بالتجمع الخامس، كان هو د. هيثم، وهذا الأمر نقل المعرض نقلة نوعية، يستطيع زوار المعرض عبر السنوات الماضية رؤية التطور الذي حدث والأماكن الآدمية التي تمكن الزوار من الحركة والتنقل بين الدور بحرية، فقد قام بنقل معرض الكتاب وتطويره وتحويله إلى حدث قومي ينافس أكبر الأحداث الثقافية في العالم من حيث عدد الزوار والتفاعلات، وجعل من عملية البحث عن دور النشر داخل المعرض عملية سهلة، فقد أطلاق تطبيقًا خاصًا بأماكن تواجد دور النشر داخل المعرض مما سهل على الزوار التنقل وأدى إلى سهولة في الحركة ونشط من عملية البيع والشراء، كما أنشأ منصة إلكترونية للمعرض، مجهزة بآليات التسويق اللازمة لتسهيل عمليات بيع الكتب الورقية والإلكترونية.


كما قام بالتعاون -في أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب- مع كافة مؤسسات الدولة ووزاراتها خاصة وزارة الشباب في إحياء ثقافة التطوع عبر برنامج “أنا متطوع”، وأخرج كنوز الهيئة من الفيديوهات وأعاد ترميمها، مثل: فيديو اللقاء الشهير لفرج فودة.


طور د. هيثم جناح الطفل في معرض القاهرة للكتاب، ليصبح شبيهًا بالمعرض المستقل، وجعل برنامجه متضمنا أنشطة الطفل المتنوعة، وقدم شخصية خاصة لمعرض الطفل، وقام بإدخال التقنيات الحديثة في أنشطة معرض الكتاب مثل هولوجرام يحي حقي، وقصص النظارات المجسمة للأطفال.


كما أنشأ شراكة مع البنك الأهلي لرعاية جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب، وخاصة جائزة أفضل كتاب، وقام بزيادة قيمة الجائزة الواحدة من 8 آلاف جنية لتصل إلى خمسين ألف جنية.


استحداث البرنامج المهني بشكل احترافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بصورة ناقش فيها الناشرون والمتخصصون أهم قضايا النشر وتحدثوا عن أهمية توسيع برنامج “كايرو كولينج” لاستضافة الناشرين الأجانب من كافة دول العالم.


كما قام بتطوير فكرة معارض الكتاب في الأقاليم، وذلك ضمن مبادرة آلية العدالة الثقافية، والتي أتاحت لكل إقليم أكثر من معرض في العام نفسه، ليبلغ عدد المعارض السنوية فيما قبل كورونا 99 معرضا، تم إقامته في عام واحد.


في الفترة من 2015 حتى 2022 حلت مصر ضيف شرف في: معارض الجزائر، والدار البيضاء، والخرطوم، وعمان الأردن، وبلجراد، وكينيا، وبوركينا فاسو، بمشاركات أحدثت فارقا كبيرا في رؤية الثقافة المصرية، وقبل هذه الفترة وعلى مدار تاريخ معارض الكتب كانت مصر ضيف شرف في أربعة معارض دولية فقط، كما بدأ التعاون مع معارض بكين وأذربيجان ونيودلهي وزيادة مساحة التوسع في المشاركات المصرية للمعارض الدولية.


ولوهلة تفاجأت بكل هذه الإنجازات –التي عجزت عن تجميعها لقلة مصادر المعلومات المتوفرة عنه داخل الشبكة العنكبوتية- التي قام بها أستاذ جامعي، وشاعر في المقام الأول، يشغله القصيد، والحكايات التي تروى على ألسن الأبطال، ويندهش مثلنا بحكايات “كائنات براد الشاي المغلي، وغيرها من أعمال كتاب الستينيات في مصر، لكنه حين تولى منصبًا إداريًا في هيئة الكتاب، تحول –في فترة توليه- من أستاذ يلقي العلم على تلامذته، ومن محاضر يناقش ويحاور، ومن ناقد يجلس ليقرأ الكتب ويحللها إلى إداري محنك، أعاد تشكيل صرح كبير في صمت وقام بإدارته بطريقة مدهشة، في ظل ظروف صعبة واستثنائية، أصابت الجميع بالإجهاد.


 


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى