ريا وسكينة ورأفت الهجان بالألوان.. “محمود” الصبح ممرض وبالليل بيرمم صور المشاهير

يدور كل يوم بين أروقة المستشفيات يساعد المرضى على الاستشفاء، بينما يمسك بهاتفه المحمول في أوقات فراغه باحثًا عن الصور القديمة التي تحتاج إلى ترميم، أو بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن شخص يرغب في تعديل أو توضيح صورة قديمة لأحد أفراد أسرته الذي غالبًا ما يكونوا قد غيبهم الموت، إنه محمود زاهر صاحب الـ28 عامًا الذي يعمل ممرضًا في معهد ناصر.

تحدث محمود زاهر مع “اليوم السابع” قائلًا: “أنا بحب أبقي مميز في الحاجة اللي بقدمها، وفي حد في جروب ما على الفيس بوك كان طالب ترميم لصورة قديمة وممزقة لوالده، والحمد لله ربنا قدرني وقدرت أعملهاله ورفعتها على الجروب وعجبت ناس كتير جدًا ومن هنا ابتديت”.

تخرج “محمود” في معهد التمريض، إلا أن ذلك لم يمنعه عن شغفه بالتكنولوجيا، حيث بدأ في التعلم أونلاين من خلال فيديوهات أجنبية على الانترنت لإجادة فن الفوتوشوب، وعن ذلك قال: “أنا مدمن تكنولوجيا، وكنت بتفرج على فيديوهات أجنبية لاستخدامات الفوتوشوب وعجبني، فابتديت أتفرج على كورسات أونلاين، واستخدم الفوتوشوب في الترميم، وسنة 2013 هي كانت بداية استخدام الفوتوشوب تقريبًا، بس مكنتش برفع الشغل بتاعي على الفيسبوك.”

وعن الطريقة التي تعلم بها فن تعديل الصور والترميم والفوتوشوب قال إنه شاهد أساسيات البرنامج، ثم حصل على كورسات من مواقع أجنبية تعلم من خلالها إعادة ترميم الصور، وبالفعل قام بـ ترميم صورة في جروب، وجابت تقريبًا 65 ألف لايك، ووقتها كنت حاسس إني بحلم، ومش مصدق إنها عجبت كم الناس دي، ومن هنا ابتديت أعدل الموضوع، وأحاول أضيف بعض المميزات وأبقى محترف، وأهتم بالكوالتيي بتاع الصورة، وأضيف ابتسامة للصورة، وأحاول بقدر الإمكان أطلع الصورة كأنها متصورة بكاميرا عالية الدقة.”

وعن الشخصيات الشهيرة التي قام بترميم صورها، قال “محمود” إنه رمم العديد من صور المشاهير والنجوم، منهم رأفت الهجان، وأحمد عرابي، والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس السعودية، وطلعت حرب، وعلى مبارك، والفريق عبد المنعم رياض، والراقصة الاستعراضية بمبة كشر، إلا أن ريا وسكينة و حسب الله وعبد العال كانوا من أبرز الشخصيات التي حصلت على تفاعل كبير عند نشرها على مواقع السوشيال ميديا.

وأضاف أنه يعمل حاليًا على العديد من الشخصيات الأخرى منها محمد فريد ومصطفى كامل، بالإضافة إلى صور ممثلين مثل إسماعيل ياسين، ومحمود المليجي وفريد شوقي وفاتن حمامة وشادية، وكذلك عبد الحليم حافظ، وهند رستم وأم كلثوم وغيرهم.

وبسؤاله عن سبب اختياره للمشاهير من أجل ترميم صورهم، قال: “مش شرط المشاهير، أنا عملت صور كتير جدًا لناس معرفهاش كانو طالبين مساعدة فى الجروبات، وبفضل ألف في الجروبات وأعدل صور ناس كتير، بس حاليًا بحاول أعمل حاجة مختلفة، وهي إني أعرف الناس على التاريخ القديم بتاعنا، لأن أغلب الناس متعرفش ولا شافت الصور بالشكل ده، عشان أغلب الصور الموجودة تكاد تكون غير واضحة المعالم.”

واختتم محمود زاهر حديثه لـ “اليوم السابع” بالتحدث عنه حلمه قائلًا إنه يتمنى الوصول لأكبر عدد من الجمهور، وأن يمتلك مشروعه الخاص الذي يتعلق بهوايته في تعديل الصور وإعادة ترميمها بطريقة احترافية، والاهتمام أكثر بترميم الشخصيات التاريخية، وتنميتها موهبته أكثر من ذلك.