صدر حديثاً عن دار كُتبنا للنشر والتوزيع رواية “مارينا.. كان يا مكان” للكاتب وطبيب الأسنان عمرو على إبراهيم وتنتمى رواية “مارينا.. كان يا مكان” إلى نوعية أدب الرحلات وأحداثها تأملية مبنية على قصة حقيقية تدور أحداثها فى شهر أبريل من عام 2013 فى ظل الاستقطاب الفكرى الذى بدأ بعد ثورة 25 يناير، حيث يمر الشاب طبيب الأسنان الانطوائى والسلفى “عمرو” بحالة من الحيرة عن المنهج الفكرى والدينى المثالى الذى عليه أن يتبعه، فيقرر أن ينقطع عن الإنترنت وأجهزة التكنولوجيا وأن يسافر مارينا الساحل الشمالى يوما بعيداً عن زحمة القاهرة وانشغالاتها ليتأمل فى حياته ويتفكر فى ماضيه وحاضره ومستقبله.
ومن خلال الرواية يكتشف القارئ شخصية د.عمرو ورحلته للبحث عن ذاته، وكيف أن تأملاته الفكرية تساعده فى أن يفهم أكثر عن الإسلام وأن يرتبط به، من خلال خواطر مليئة بالمعانى والاستنتاجات الراقية عن جوهر الإسلام فى نواحى مختلفة من الحياة، ما يساعد الشباب التائه بين تيارات التشدد والتفريط، فالطبيب عمرو شخص عصرى يسكن بالتجمع الخامس ويلعب البلياردو ويسافر مارينا الساحل الشمالى فى كل صيف، ومع ذلك فهو متدين يتفكر باستمرار فى أحداث الحياة من حوله ويحاول أن يفهم رسائل الله له فى كل موقف.
وتتسم حالة الحيرة التى يمر بها طبيب الأسنان عمرو بالتأمل والتحليل لتجربته مع الدين فى الماضى، وهى الحالة التى وصفها الكتاب بالـnostalgia – الشجن، حيث يسيطر عليه سؤال محوري ومصيري بالنسبة له وهو: هل المنهج السلفي الذي يتبعه هو المنهج الديني المثالي الذي عليه أن يعيش به، أم أن اعتناقه هذا المنهج في الماضي كان من نتاج انطوائيته وأن عليه أن يتحرر منه ليستطيع تحقيق أهدافه السامية في الحياة؟ كل ذلك في سياق خواطر عاطفية واجتماعية وسياسية في تجربة فريدة تأخذ القارئ في رحلة تأملية عن قيمة الحياة واكتشاف الذات وأهمية الحب ومصيرية اختيار المنهج الفكري والديني وخطر التحزب الديني على الفرد والمجتمع.