صدرت رواية “مياه متصحرة” للروائى العراقى حازم كمال الدين عام 2015 عن دار فضاءات للنشر والتوزيع فى عمان، ودخلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2016، المعروفة باسم جائزة البوكر العربية.
يروى الكاتب العراقى “حازم كمال الدين” فى هذه الرواية حكاية “حازم كمال الدين”، السارد والمؤلف، الذي يقتل ولا أحد يعرف حقيقة مقتله، فالبعض يقول إنه قُتل على أيدي قوى الإرهاب والبعض يقول إنه راح ضحية قصف عشوائي على سوق شعبي أقدمت عليه قوى الاحتلال الأمريكي أو أدواته.
حازم كمال الدين سينمائي شهير جدًا ومنسي جدًا في ذات الوقت فهو شهير لحصوله على أرفع وسام إبان حكم صدام حسين عن فيلم اسمه “مياه متصحّرة” وهو فيلم كان يريد معارضة النظام غير أن الرقابة قامت بتقطيعه وحذف مشاهد منه وأعادت تركيبه ليؤدي عكس الهدف الذي أراده السينمائي.
كما أن حازم كمال الدين منسي أيضا بسبب حصوله على ذلك الوسام أيضا، فعلى الرغم من معرفة الوسط الثقافي بحقيقة تحويل الفيلم إلى عكس ما كان يريده إلا أن الجميع يخشى فتح ملفات الماضي، فقد أعاد الاحتلال تأهيل رقابة العهد السابق ومنحها السطوة والقوة في العهد الحالي.
الرواية التى جاءت في 200 صفحة من القطع المتوسط، تطرح عدة تساؤلات منها: هل تتحمل القوى العلمانية مسئولية أو جزء من مسئولية نكوص الشعوب وانتشار سرطان الطائفية الذي يبدو حتى الآن مستعصيا على الشفاء؟ هل تتحمل القوى العلمانية مسئولية هزيمتها الذاتية المروعة واندحارها؟
كما توجه الرواية نقدا ساخرا لضمور القوى العلمانية التي التحق بعضها بالتركيبات الاجتماعية الجديدة في الوقت الذي تؤرخ فيه لعمليات تفكيك البنى الاجتماعية القديمة وإعادة تركيبها.