تجسد هذه الرواية قصة الصراع الذي يخوضه حارس مبنى مع جماعة تتشبث بأرضها بوصفها رمزًا لحق الفرد في التواجد والوجود.
تقع الأحداث في حي قيد الإنشاء على أطراف مدينة الرباط المغربية، وقد استخدم الكاتب اللهجة الدارجة في الحوارات لكى تكون مناسبة للأحداث والأماكن، لكن ذلك لم يؤثر على الرواية سلبا لأنها كانت مفهومة.
وتتجسد في الرواية الصراعات بين طبقات فقيرة تبيع نفسها من أجل لقمة العيش وطبقة متوسطة من ميسوري الحال متمثلة في “الموظفين” تعتمد على الأقساط في تدبير شؤونها الحياتية وفئة أخرى من الناس يتساوى في نظرها الإنسان والحيوان.
ويعرض الروائي أحمد المدينى عبر الأحداث مشكلات يعانى منها المغرب العربي كسطوة السلطة، الفساد الإداري، الاستبداد، الفقر، التطرف الديني، وانعدام المساواة بين الطبقة المترفة والطبقة الكادحة.
ويلعب الكاتب لعبة روائية استخدمها بعض الكتاب من قبل وهى فتح مساحة من السرد على لسان شخصية الكلب الذي ينتقد فصيلة الآدميين و يكشف الدوافع الدونية و راء الكثير من تصرفاتهم.
ويعتبر أحمد المدينى من أبرز الكتاب والنقاد المغاربة وقد نشر المديني الكثير من الروايات وله مجموعات قصصية ودراسات في النقد الأدبي والسرديات، ونشرت أعماله الأدبية بعدة صحف ومجلات.
فاز بجائزة المغرب الكبرى للكتاب في فرع النقد والدراسات الأدبية لعام 2003، وبنفس الجائزة في فرع السرديات عام 2009، واختيرت روايته نصيبي من باريس ضمن القائمة الطويلة المرشحة لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2014، وفاز بجائزة محمد زفزاف للرواية العربية سنة 2018.