يروى ابن إياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور تاريخ مصر من بداية التاريخ حتى عام 1522، والكتاب ذو أهمية كبيرة فيما يتعلق بتاريخ مصر والدولة المملوكية فى آخر أيامها، وبداية الدولة العثمانية عام 1517، حيث يعتبر ابن إياس هو المؤرخ الوحيد الذى عاصر وعاين أحداث دخول العثمانيين مصر وكتب عنها، ويدور الكتاب حول فترة مصر العثمانية وتحول نظام كتابته لأسلوب الحوليات على طريقة الحوليات لدى المؤرخين المسلمين، فكان يدون الحوادث سنة سنة، وشهراً شهراً، فى السنين التى لم يعاصرها، ويوماً يوماً فى السنوات التى عايشها.
ويصف ابن إياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور ليلة رؤية هلال رمضان فى العصر المملوكى، والتى كان يحضرها القضاة الأربعة والزينى بركات الذى كان يتولى أمر الحسبة فى القاهرة، كما يسرد طقوس الاحتفال بثبوت رؤية هلال رمضان حيث يقول: “أما فى ليلة رؤية الهلال، فقد حضر القضاة الأربعة بالمدرسة المنصورية، وحضر الزيني بركات بن موسى المحتسب، فلما ثبتت رؤية الهلال وانفض المجلس، ركب المحتسب ومشت قُدَّامُه السقاءون بالقِرَب، وأوقدوا له الشموع على الدكاكين، وعلقوا له التنانير والأحمال الموقودة بالقناديل، من الأمشاطيين إلى سوق مرجوش، إلى الخشابين، إلى سويقة اللبن إلى عند بيته”.
كما أورد ابن اياس في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور ما جرى في مصر حين اختلف أهلها في صوم رمضان نظرا لتضارب رؤية الهلال حيث قال: “الناس فى مصر المحروسة صاموا يوم السبت، بينما صام أهالى الإسكندرية ودمياط يوم الجمعة، ولم يعلم الناس بهذا النبأ إلا بعد انقضاء أيام العيد”.