رمضان فى كتب المؤرخين .. أبو بكر الضرير يذكر فضل الشهر بكتاب “نكت العميان”

[ad_1]
يعتبر صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدى أول من تصدى للكتابة عن العميان وذلك فى كتابه “نكت العميان فى نكت العميان” وهو كتاب طريف فى موضوعه غزير فى علمه يتناول كل من اشتهر بعلم أو شعر أو أدب والفنون المتعلقة بها، من علماء خلقوا عميان أو طرأ عليهم العمى فيما بعد ، فذكر أسماءهم وعلومهم ومؤلفاتهم وكل ما يتعلق بهم، وقد أورد خليل بن أيبك الصفدى هذه القصة عن أبى بكر الضرير التى ذكر فيها شهر رمضان عليه.
والقصة كالتالى: قال بعض الرواة: كنا في جنازة، وحضرها معنا الشيخ أبو بكر الضرير وبين يدى الجنازة صبيان يبكون، ويقولون: من لنا بعدك يا أبى، فلما سمعهم أبو بكر يقولون ذلك، قال: الذى كان لأبى بكر الضرير، فسألته عن سبب ذلك فقال: كان أبي من فقراء المسلمين، وكان يبيع الخزف، وكانت لي أخت أسن مني، وكنت قد أتي علي في بصرى، فانتبهت ليلة، فسمعت أبي يقول لأمي: أنا شيخ كبير، وأنت أيضًا قد كبرت وضعفت. وقد قرب منا ما بعد. ثم أنشد:
وإن أمرًا قد سار خمسين حجة
إلى منهل من ورده لقريب
وهذه الصبية تعيش بصحة جسمها وتخدم الناس، وهذا الصبي ضرير، قطعة لحم، ليت شعري ما يكون منه؟ ثم بكيا وداما على ذلك وقتًا طويلاً من الليل. فأحزنا قلبى، فأصبحت ومضيت إلى المكتب، على عادتى، فما لبثت إلا يسيرًا إذ جاء غلام للخليفة، فقال للمعلم: السيدة تسلم عليك، وتقول لك: قد أقبل شهر رمضان، وأريد منك صبيًا دون البلوغ، حسن القراءة، طيب الصوت، يصلي بنا التراويح، فقال: عندي من هذه صفته وهو مكفوف البصر، ثم أمرني بالقيام معه. فأخذ الرسول بيدي، وسرنا حتى وصلنا الدار. فاستأذن علي. فأذنت السيدة لي بالدخول، فدخلت وسلمت. واستفتحت وقرأت، فبكت واسترسلت في القراءة، فزاد بكاؤها. وقالت: ما سمعت قط مثل هذه التلاوة، فرق قلبي، فبكيت. فسألتني عن سبب ذلك، فأخبرتها بما سمعت من أبي. فقالت: يا بني يكون ذلك من لم يكن في حساب أبيك.
ثم أمرت لي بألف دينار. فقالت: هذه يتجر بها أبوك، ويجهز أختك. وقد أمرت لك بإجراء ثلاثين دينارًا في كل شهر، إدرارًا، وأمرت لي بكسوة، وبغلة مسرجة ملجمة، وسرج محلي، فهو سبب قولي جوابًا للصبيان عندما قالوا: من لنا بعدك يا أبى.
مصدر الخبر