كشفت عالمة الآثار النمساوية أناستاسيا ستوبكو لوبشينسكا من جامعة وارسو فى دراسة حديثة أن نحت الأعمال الفنية فى عصر الفراعنة كان يتم بطريقة منظمة وكناتج لعمل فريق، حيث كان المتدربون يقومون بإنجاز الأجزاء غير المعقدة مثل الأطراف والجذع بينما كان الحرفيون الرئيسيون يتعاملون مع الأجزاء المعقدة مثل الوجوه.
وتوصلت عالمة المصريات من جامعة وارسو إلى هذا الاستنتاج بعدما درست نقشين يبلغان من العمر 3500 عام فى معبد حتشبسوت فى الدير البحرى بمصر، وفى الأثرين المفحوصين بالدراسة التى نقلت عنها ديلى ميل البريطانية تصطف النقوش التى يبلغ طولها 43 قدمًا، وهى مرايا لبعضها البعض فى أكبر غرفة فى المعبد الفرعونى وتُظهر موكبًا قوامه 100 فرد يحملون الهدايا إلى الفرعون.
وقد كشف تحليل نقوش حتشبسوت الوارد ضمن الدراسة عن رؤى جديدة لعملية الإنتاج – مثل كيفية تقسيم العمل، وتطرح الدراسة بديلا للفكرة القائلة: إن الفنانين فى مصر القديمة لم يتم تدريبهم “فى العمل”، حيث تؤكد أن بعض الأجزاء فى الأعمال المنحوتة فى مصر القديمة قد بدأها أساتذة وشارك فيها المتدربون.
وقالت مؤلفة الدراسة “الحجر الجيرى الناعم كان مادة واعدة جدًا للدراسة حيث يحافظ على آثار أنشطة نحت مختلفة، من إعداد سطح الجدار إلى اللمسات النهائية للنحات الرئيسى، وسمحت عمليات تحليل الحجر الجيرى للباحثين بدراسة الآثار التى تركتها الأزاميل القديمة فى الحجر بينما أكدت الدكتورة ستوبكو – لوبتشينسكا أنه بهذه الطريقة كان من الممكن استيعاب العديد من الظواهر غير الملموسة التى لا تترك عادةً أى دليل فى السجل الأثرى.
وشمل ذلك القدرة على التمييز بين أجزاء النقوش التى صنعها المتدربون أو على الأقل الفنانين الأقل مهارة وتلك التى صاغها سادة حرفتهم، وتمامًا كما هو الحال فى ورش عمل عصر النهضة فى أوروبا فى القرنين الرابع عشر والسابع عشر، بدا واضحا أن الفنانين الأقل خبرة كانوا يعملون على أجزاء أقل تعقيدًا بينما تعامل الأساتذة مع التفاصيل المعقدة مثل الوجوه، إلى جانب تصحيح أخطاء من هم أقل منهم فى المستوى.