كشفت دراسة جديدة أن البقاء بصحة جيدة في الخمسينيات من العمر قد يكون أفضل فرصة لتجنب الإصابة بالخرف، ووجد الباحثون أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يعانون من حالتين صحيتين مزمنتين على الأقل هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات فقدان الذاكرة بمقدار الضعف، وقالوا أيضًا أن وجود ثلاثة حالات مرضية مزمنة قد يزيد مخاطر الخرف بمقدار خمسة أضعاف.
وقال أكاديميون بريطانيون وفرنسيون أن الحالات تشمل ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والتهاب المفاصل، ووجود أكثر من حالة من هذه الحالات، والمعروفة باسم الأمراض المتعددة ، مع تقدمنا في السن ليس بالأمر غير المعتاد.
لكن الدراسة الجديدة، التي تتبعت المتطوعين على مدى ثلاثة عقود، هدفت إلى استكشاف ما إذا كان وجود العديد من هذه الحالات في وقت مبكر من الحياة يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وحلل خبراء من جامعة باريس وإمبريال كوليدج لندن السجلات الصحية لـ 10095 بريطانيًا، تتراوح أعمارهم بين 35 و 55 عامًا عندما بدأت الدراسة.
وتتبع الأطباء ما إذا كان المتطوعون قد طوروا أيًا من 13 حالة صحية ومتى وما إذا كانوا قد أصيبوا بالخرف وكان جميع المشاركين خاليين من الخرف عند التسجيل.
كان الأشخاص المصابون بأمراض متعددة قبل سن 55 معرضين لخطر الإصابة بالخرف بمعدل مرتين ونصف عند بلوغهم سن 65 عامًا، مقارنة بنظرائهم الأكثر صحة، وفي كل فترة خمس سنوات كان الناس يعانون من أمراض متعددة تتراوح أعمارهم بين 55 و 70 عامًا، كانت لديهم فرصة أعلى بنسبة 18% للإصابة بالخرف.
وقدر الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من ثلاث حالات مزمنة أو أكثر في سن 55 لديهم ما يقرب من 5 أضعاف خطر الإصابة بالخرف مقارنة بنظرائهم الأكثر صحة.
ويعد الخرف أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة المتحدة ، حيث يعيش 900 ألف شخص مع هذا الاضطراب ويُعتقد أن الرقم يزيد عن 5 ملايين في الولايات المتحدة.
قال البروفيسور أرشانا سينغ مانوكس، مؤلف الدراسة ، إن تحديد عوامل الخطر لتطور المرض أمر بالغ الأهمية للوقاية المحتملة من الخرف، وأضاف أنه: “بالنظر إلى نقص العلاج الفعال للخرف وآثاره الشخصية والمجتمعية ، فإن إيجاد أهداف للوقاية من الخرف أمر حتمي”.
تسلط هذه النتائج الضوء على دور الوقاية من الأمراض المزمنة وإدارتها على مدار مرحلة البلوغ للتخفيف من النتائج السلبية في الشيخوخة، وقال البروفيسور ديفيد كيرتس، خبير علم الوراثة من كلية لندن الجامعية ، إن نتائج البحث الأخير لم تكن مفاجئة.
وقال: “نحن نعلم أن بعض أشكال الخرف مرتبطة بسوء الحالة الصحية بشكل عام ، لذا يبدو من غير المفاجئ أن الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية سيئة بشكل خاص يجب أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف لاحقًا”.