عن واقع القطاع التعليمي في أفغانستان وبشكل خاص في العاصمة كابول، تحدّث الأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي، الدكتور عقيب الله محتاط، لـ ” راديو سبوتنيك”، وقال: “إن الأزمة الاقتصادية والمشاكل التي يعاني منها المدنيّون حاليا في أفغانستان، هي السبب في اتخاذ حركة “طالبان” لهذه الخطوة في التوقيف المؤقت لتعليم الفتيات كون أغلب العاملين بالمجال التعليمي هم من فئة النساء، وهم لا ينكرون ولا يمنعون حق تعليم الفتيات، ففي ولايات أخرى بدأت الكثير منهن بتلقّي التعليم بشكل طبيعي، لكن في العاصمة كابول وبعض الولايات الأخرى لا تزال هناك أزمة مالية لتسديد رواتب الموظفين في مختلف القطاعات”.
وأضاف: “طالبان لا تقول هذا الكلام بأنها لا تريد تعليم الفتيات، لأن المرأة هي الأم والأخت والبنت والإسلام يعطي حقوق المرأة، وهم أعلنوا بأنهم سيعطون حقوقها كما أعطى الله ورسوله، فالتعليم حق إنساني للجميع ولا يمكن لأحد أن ينكره إلا الجهّال وهذا ما ينص عليه الدين الإسلامي، فالمجتمع لا يستقيم دون المرأة وإذا صلحت المرأة صلح المجتمع، وأنا سمعت من وزارة التعليم بأنه في زمن قريب جدّا أي خلال أسبوعين، ستفتح الثانويات والجامعات الخاصة بالبنات، فالمشكلة الأساسية الآن الأزمة الاقتصادية والضغوط العالمية على “طالبان” من كل الأطراف، فالعالم يعاملها معاملة صعبة، لكنّ الحركة تفكّر كيف تدفع الرواتب للأساتذة وهذه هي المشكلة الكبرى”.
©
Photo / Salam University/ Aqibullah Mahtat
التعليم الجامعي للنساء في جامعة سلام، كابول، أفغانستان
وأكّد محتاط “بأن هناك جامعات خاصة والآن هناك الكثير من الطالبات يذهبن لتلقّي التّعليم هناك، و”طالبان” تقول إنها لا تستطيع توفير الرواتب دفعة واحدة للابتدائية والمؤسسات المتوسطة والثانويات والجامعات، وهي مسألة وقت فقط وليس إنكار ومنع لتعليم فتيات الثانويات والجامعات عن التعليم”.
كما تحدّث الدكتور محتاط عن المساعدات الدولية التي تقدّم إلى أفغانستان في ظل ما تمرّ به البلاد من أزمة اقتصادية ومالية، مشيرا إلى أن المعاملة يجب أن تكون إنسانية بحت وليس بالضغط على الأفراد الذين ليس لهم ذنب فهناك الملايين من الفقراء والجوعى في البلاد”.