اهتم المؤرخ الكبير الراحل عالم المصريات الدكتور نديم السيار (1946-2018) فى كتابه الذى صدر عن دار نيوبوك بعنوان “ليسوا آلهة ولكن ملائكة.. قدماء المصريين أول الموحدين”، بعرض جوهر قضية التوحيد ذاتها عن قدماء المصريين، إيضاحاً وتفسيراً وتحليلاً، وهو يقوم على ركيزتين أساسيتين:
الأولى: إيضاح خطأ المفهوم الشائع عن (تعدد الآلهة) لديهم، حيث تلك “الكائنات الروحانية” العديدة المذكورة فى تراثهم مثل “بتاح” و”آمون” و”رع” ، تلك التى يُطلقون عليها (نيثرو)- وهو اللفظ الذى تُرجم خطأ إلى “آلهة” ما هم فى حقيقة الأمر إلا نفس “الكائنات الروحانية” التى نعرفها نحن فى عقائدنا الحالية باسم (ملائكة)، أما الثانية فهى تتناول معرفتهم بـ”الإله الواحد” ثم الجذور الهيروغليفية.
وكان الدكتور نديم السيار استعرض فى الجزء الأول من كتابه: “قدماء المصريين أول الموحدين” الأدلة والنصوص “التوحيدية” عبر التاريخ المصرى القديم كُلّه، منذ فجر التاريخ حيث عصور ما قبل الأسرات وحتى نهاية العصور الفرعونيّة، مع التركيز على عصر “الهكسوس”، أولئك الأجانب من البدو الذين احتلوا مصر لفترة مظلمة من تاريخها، وهو العصر الذى شهد تواجد العديد من الأنبياء فى مصر، بدءاً من إبراهيم ثم يعقوب ويوسف وانتهاء بموسي عليهم السلام”.
جدير بالذكر أن الدكتور نديم السيار بدأ منذ السبعينايت دراسة علم المصريات، وخصوصا الإدريسية و نظريات التوحيد القديمة.