قررت محكمة الاستئناف فى أمستردام تسليم الذهب السكيثى لأوكرانيا، وذلك بعد إصدار قرار باعتباره ملكية لدولة أوكرانيا، وأفادت وكالة “نوفوستى” الروسية بأن محكمة الاستئناف فى أمستردام اعتبرت أن الذهب السكيثى هو ملكية أوكرانية.
وقال رئيس المحكمة “على الرغم من أن القطع الأثرية تعود لشبه جزيرة القرم، إلا أنها كانت جزءا من تراث أوكرانيا بعد أن نالت الاستقلال عام 1991″، وقد أخذ الذهب السكيثى من 4 متاحف فى القرم، لينقل إلى معرض أقيم فى متحف “ألارد بيرسون” فى أمستردام فى أوائل فبراير 2014، أى قبل أن تنضم القرم إلى روسيا.
وتضمنت المجموعة 2000 قطعة أثرية صنعت غالبيتها من الذهب، وقرر المتحف فى أغسطس عام 2014 عدم تسليم مجموعة الذهب السكيثى للقرم ولا لأوكرانيا قبل أن تصدر المحكمة ذات صلاحيات قرارا بهذا الشأن أو توقع اتفاقية بين الجانبين.
والسكيثيين هم شعب بدوى متنقل ينحدر من أصول إيرانية وهم من مملكة سيثيا (سكيثيا)، حل محل السيريين الذى كانوا قد جاؤا من سهول روسيا، وقد نزح السكوثيون من سهول أوراسيا إلى جنوبى روسيا فى القرن 8 ق م.
تم إنتاج الفن المميز فى فترة من القرن السابع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وبعد ذلك كان السكيثيون نزح السارماتيون تدريجياً من معظم أراضيهم، وتوقف رواسب القبور الغنية بين السكان المحشوشين المتبقين على ساحل البحر الأسود، خلال هذه الفترة، أصبح العديد من السكيثيين مستقرين، وشاركوا فى التجارة مع الشعوب المجاورة مثل الإغريق.
فى الفترة السابقة اشتمل الفن السكيثى على أشكال حيوانية منمقة للغاية، تظهر بشكل فردى أو فى القتال، والتى كان لها تأثير طويل الأمد وواسع جدًا على الآخرين الأوراسى ثقافات متباعدة مثل الصين والسلتى الأوروبي، عندما كان السكيثيون على اتصال مع اليونانيين فى الطرف الغربى لمنطقتهم، أثرت أعمالهم الفنية على الفن اليونانى وتأثرت به؛ كما تم صنع العديد من القطع بواسطة حرفيين يونانيين لعملاء محشوشين.
الفن السكيثى وخاصة الذهب المحشوش تحظى مجوهرات بتقدير كبير من قبل المتاحف والعديد من القطع الأثرية الأكثر قيمة موجودة فى متحف هيرميتاج فى سان بطرسبرج، وأنتج جيرانهم الشرقيون، ثقافة بازيريك فى سيبيريا فنًا مشابهًا، على الرغم من ارتباطهم بالصينيين بطريقة مماثلة لتلك الخاصة بالسكيثيين مع الثقافتين اليونانية والإيرانية، فى السنوات الأخيرة، قام علماء الآثار باكتشافات قيمة فى أماكن مختلفة داخل المنطقة.