القيادة الآلية.. من محض جنون إلى أرض الواقع

11:40 ص


الأحد 13 فبراير 2022

برلين – (د ب أ):

من الواضح أن الصورة الخيالية والدعائية لما يعرف بالقيادة الآلية للسيارات باتت أقرب وأقرب من أرض الواقع بل وفي الحاضر، وقد نرى في القريب العاجل العديد من السيارات، التي تشق طريقها بنفسها أو على الأقل في وجود قائد بها يقرأ في معظم الأوقات مجلة بدلا من مراقبة الطريق.

مرسيدس Drive Pilot

وقدمت شركة مرسيدس النظام Drive Pilot الجديد في الفئة S الفارهة، كما تخطط الشركة الألمانية لتقديم النظام في سيارتها EQS. ويسمح النظام الجديد لقائد السيارة برفع يديه بشكل كامل عن المقود وعدم مراقبة الطريق.

ومع ذلك ما زالت هناك بعض القيود على هذا النظام من حيث العمل حتى سرعة 60 كلم/س وعلى الطرق السريعة فقط، مع بقاء مسؤولية القيادة على عاتق قائد السيارة.

وفي سيارات شركة جنرال موتورز يمكن الجلوس والاسترخاء أو حتى النظر إلى الأطفال في المقعد الخلفي على بعض الطرق وفي ظل ظروف معينة، وذلك بفضل مثبت السرعة Supercruise. وفي موديلات تسلا يعمل هذا بالفعل من الناحية النظرية في كل مكان باستخدام كاميرات ذكية للغاية.

الأمطار والظلام

وهناك اشتراطات تتعلق بالطريق وحالة المرور والمستشعرات، التي تعتمد عليها السيارة والكاميرات والرادار والليدار والموجات فوق الصوتية، لكن في حال هطول الأمطار أو الظلام على سبيل المثال يتولى قائد السيارة المسؤولية.

واعتمادا على أن قائد السيارة قد يتولى زمام القيادة في أي وقت فإن السيارة تراقبه هي الأخرى طيلة الوقت لتتأكد من عدم نومه على سبيل المثال.

سيارات أجرة روبوتية

وتعمل شركات أخرى على قدم وساق على الأنظمة، التي لا تعتمد على وجود السائق، وتستخدم كسيارات أجرة روبوتية ومركبات خدمية بقيادة آلية، وذلك لفتح آفاق أعمال جديدة وفي نفس الوقت تحسين تدفق حركة المرور في المناطق المزدحمة والمدن.

وتخطط العديد من الشركات لمفاهيم بعضها تصلح للمستقبل القريب، وبعضها تحتاج للمزيد من التطوير والبنيات والتغلب على العديد من التحديات، على سبيل المثال ما كشفت عنه شركة “موبيس” في معرض CES بلاس فيجاس الأمريكية في دورته الأخيرة من نظام نقل آلي ضمن مركبة كبيرة وأخرى صغيرة. وتعتمد إحدى هاتين الاختباريتين على نظام الدفع الكهربائي، بينما يدفع الأخرى خلية وقود.

وعلى الرغم من أن هذا يبدو وكأنه المستقبل البعيد، فإن خبير السيارات الألماني فيرديناند دودنهوفر يرى أن هذا المستقبل قد بدأ بالفعل منذ فترة طويلة، وهو هنا يشير إلى الصين؛ حيث يمكن رؤية سيارات روبوت في الطرق. ومن المؤسسات الرائدة في هذا هناك شركة “أوتو إكس” (AutoX) والتي تسير مركباتها في شنجن، كما يتم التخطيط لطرح المزيد من المركبات التابعة لشركات بايدو أبولو وبوني أي.

وقدمت شركة تصنيع السيارات الصينية زيكر سيارة أجرة روبوتية في معرض CES مع تحسينات على أداء المكونات الرئيسية مثل مستشعرات الليدار أو أجهزة الكمبيوتر المركزية، وأعلنت أن السيارة ستكون متاحة قريبا.

وبالطبع فإن الشركات المصنعة الكبيرة ليست منعزلة عن هذا الاتجاه، فقد أعلنت جنرال موتورز على سبيل المثال عن سيارات بقيادة آلية للجميع بحلول منتصف العقد.