صدر حديثا، ضمن سلسلة “مصريات” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور “هيثم الحاج علي” كتاب “الفن الآتوني.. دراسة مقارنة بالمدارس الفنية الأخرى حتى نهاية الدولة الحديثة” لمؤلفه الدكتور حسن سليم، وينقسم الكتاب إلى مقدمة وثلاثة فصول.
يأتى الفصل الأول بعنوان “النحت والنقش فى الفترة الآتونية” أما الفصل الثانى فعنوانه “النقش والنحت فى فترة ما بعد العمارنة” ثم الفصل الثالث عن “مقابر الأشراف فى طيبة وسقارة خلال عصر العمارنة وما بعد العمارنة”.
ويطلعنا المؤلف على بداية “المدرسة الآتونية” فى مجال فن النحت والنقش؛ حيث بدأت تلك المدرسة فى عهد الملك “أمنحوتب الثالث” مع احتفاله بعيد السد الأول فى العام الثلاثين من حكمه، وفيه ألَّه الملك لنفسه، وظهر أسلوب فنى جديد يعبر عن ذلك التطور الدينى فى تمثيل نِسَب الجسد الجديدة فى فن النحت والنقش التى تختلف عن نسب المدرسة التقليدية.
ويلاحظ المؤلف وجود مقدمات فنية لتلك المدرسة خلال عصر الملك “أمنحوتب الثاني” و”تحتمس الرابع” حيث ظهرت الرموز الشمسية فى فنون النحت والنقش فى تلك الفترة.
ويقسم المؤلف المدرسة الفنية الآتونية إلى ثلاث مراحل، وهي:
المرحلة الأولى (المدرسة الآتونية فى طيبة) وتزامن ظهورها مع احتفال الملك أمنحوتب الثالث بعيد السد الأول فى العام الثلاثينى من حكمه، وظلت حتى نهاية حكمه. تلك الفترة التى أله الملك نفسه فيها، واندمج فى عالم الأرباب خاصةً فى صورة المعبود “أتوم”. ولهذا صُنِعَت للملك تماثيل غير تقليدية تتناسب مع المفهوم الدينى الجديد الذى يكون فيه الملك بمثابة المعبود “أتوم” وابنه “إخناتون” بمثابة المعبود “شو” وزوجة الملك “الملكة تي” بمثابة “حتحور”، وزوجة إخناتون “نفرتيتي” بدور “تفنوت” وسمة تلك المرحلة هى المبالغة فى نسب الجسد والوجه.
المرحلة الثانية: وهى المدرسة الآتونية فى تل العمارنة، وتبدأ بانتقال الملك إلى عاصمته الجديدة “آخِت آتون” وفيها خفت المبالغة فى نِسَب الجسد، مع التركيز على ملامح الوجه الجميلة للعائلة الملكية.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد العمارنة، وتمتد من حكم الملك “سمنخ كارع” حتى حكم الملك “حور محب” وفى تلك المرحلة اندمج الفن التقليدى مع الفن الآتوني.
وتكمن أهمية الكتاب فى أنه يلقى الضوء على التاريخ الفنى فى عصر الثورة الدينية الكبرى التى أحدثها “إخناتون” والتى أدت إلى ثورة فنية موازية كان لها صداها فى مجال النحت الفرعوني.