بالتأكيد سمعت من قبل عن العالم الأول والعالم الثالث والذى يطلق على العديد من بلدان العالم، فهل فكرت من قبل فيمن أطلق على دولنا هذا اللقب، وهل يوجد عالم ثان في هذه التسميات؟.
الفكرة ليست قديمة، إنها تعود إلى خمسينيات القرن العشرين، فى زمن الحرب الباردة التى انطلقت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان أطرافها أمريكا ومن تبعها فى جانب، والاتحاد السوفيتى ومن تبعه من جانب آخر، فبين هذه وتلك كانت هناك مجموعة أخرى من البلدان والعديد من المستعمرات السابقة لم يكن أى منها فى المعسكر الأمريكى أو السوفييتي، فظهر التقسيم.
ومصطلحات (العالم الأول – العالم الثاني – العالم الثالث) صاغها الفرنسى ألفريد سوفى عندما كتب “ثلاثة عوالم، كوكب واحد” فى مقال نُشر فى صحيفة L’Observateur الفرنسية فى عام 1952.
وتألف “العالم الأول” من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وحلفائهم، فيما كان “العالم الثانى” الكتلة الشيوعية: الاتحاد السوفييتى والصين وكوبا والأصدقاء. أما الدول المتبقية، التى لا تتوافق مع أى من المجموعتين، فتم تصنيفها ضمن “العالم الثالث”.
مع الوقت صار مصطلح العالم الثالث الأكثر تداولا، ربما يرجع ذلك لاتساع الدول التى تنتمى إلى هذه الفئة، وربما بسبب الحالة الاقتصادية التى تمر بها هذه البلاد، حيث راحت الدول الغنية تنظر إلينا نظرة استعلاء، وبدلا من كون المصطلح في بدايته كان سياسيا أصبح اقتصاديا بامتياز، بل وأصبح “سيئ السمعة” إلى حد ما.