كانت ديانة البابليين الكلدانيين، ذات أثر مباشر على نمو العقائد الفكرية، في منطقتي بابل وآشور، وكان الصيام ركناً أصيلاً، في تشريعات تلك الديانة، فبقى بذلك عنصرًا في ديانات الأمم الصغيرة، المجاورة، فيما بعد.
كان صيام الكلدان ثلاثين يوماً، عدد ما تقطعه الشمس من كل برج من بروجها، يمسكون فيه عن الطعام والشراب، من شروق الشمس إلى غروبها، ويفطرون على غير اللحم من الألبان والنباتات، إلا ما حرم منها عندهم ويقسمون هذه إلى ثلاثة أقسام:
قسم يصومون فيه أربعة عشر يومًا متتالية في فصل الشتاء، موافقة لأعداد الكواكب السبعة المشهورة قديمًا وأفلاكها، وقسم يصومون فيه سبعة أيام في الربيع، موافقة لأعداد الكواكب وحدها، وقسم يصومون فيه تسعة أيام في أواخر الصيف موافقة للأفلاك.