يتناول هذا الكتاب موضوع الشرطة فى الدولة العربية الإسلامية فى العصر العباسى الأول، الممتد خلال الفترة الزمنية (132 – 232ه /750 – 847 م)، ودفع إلى دراسة هذا الموضوع ما للشرطة من مكانة كبيرة بوصفها إحدى نظم الحكم الرئيسية لدى أى دولة، بل إنه يمكن القول بأن الشرطة هى الصورة المعبرة عن الحكومة، فرجال الشرطة يأتون على رأس السلطة التنفيذية فى جميع الحكومات، واختير الإطار الزمنى للكتاب، أى العصر العباسى الأول، للخصوصية الحضارية التى تمتع بها هذا العصر، وأصبح من الثوابت التاريخية أن هذا العصر يعتبر من أزهى عصور التاريخ الإسلامى قاطبة، لما شهده من نهضة حضارية على كل الجوانب والمستويات.
قسم الكتاب إلى ستة فصول مسبوقة بتمهيد ومذيلة بخاتمة، تناول التمهيد أصل الشرطة فى التاريخ الإسلامى، وتطورها حتى نهاية العصر الأموى، وذلك بالتركيز على أهم القضايا ومحاولة استخلاص الرأى الراجح بعد عرض الآراء المختلفة.
يذكر أن سلسلة تاريخ المصريين 360 تعنى بإثراء المعرفة التاريخية وإعلاء ثقافتها، وذلك بنشر الدراسات والمؤلفات التاريخية القيمة الملتزمة بقواعد البحث العلمى وتقاليد الكتابة الأصيلة فى التوثيق والأسلوب، التى يكتبها المصريون، ويكتبها غيرهم عن مصر والمصريين، وهى لا تهتم بتاريخ الحكام والأنظمة السياسية والنخب فحسب، وإنما تهتم على نحو خاص بتاريخ الشعوب والموضوعات والقضايا التاريخية فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتاعية والثقافية والفكرية، وفى جميع أمور التاريخ، القديم والوسيط والحديث والمعاصر.