Categories: منوعات

ابن خلدون فى مصر.. حضور عظيم وتاريخ مجيد وأثر مجهول


تسبب المؤرخ والعلامة الشهير ابن خلدون، فى جدل كبير، بعد عرض منزل ابن خلدون لبيع، واجتاحت الأوساط الثقافية موجة غضب عارمة، بعدما تسبب إعلان طرح منزل ابن خلدون بمدينة فاس المغربية للبيع، من قبل العائلة المالكة للمنزل، وهو ما تسبب فى ضجة كبيرة وحالة من الجدل الكبير حول موضوع حماية التراث فى المغرب.


وشهد ابن خلدون تقلبات كثيرة فى عصره كالانكسارات والهزائم وانهيار حضارات فى شرق العالم الإسلامى وغربه، وموت ونشأة دول، وتولّى العديد من المناصب فعندما أتم العشرين، حصل على وظيفة فى محكمة تونس، ليصبح بعدها سكرتير عند سلطان المغرب، واستمر بذلك لعامين، حتى اشتبه بمشاركته فى حركة تمرد فسجن لعامين، مر بعدها بحالة من الاستياء جعلته يقرر المغادرة إلى المغرب.


وفى العام الذى يليه تم إرساله إلى مدينة إشبيلية وذلك لإبرام معاهدة السلام مع بيدرو الأول فى مدينة قشتالة، فلقى ابن خلدون ما لقى من ارتياح من قبل بيدرو الذى عرض عليه الوظيفة فى خدمته، إلا أن ابن خلدون رفض ذلك بأدب.


كما كانت مصر إحدى محطات ابن خلدون المهمة فمكث فى الاسكندرية لشهر ثم اتجه بعدها للقاهرة التى أخذ بجمال حضارتها وبنيانها، ووصف وقعها فى نفسه وصفا رائعا، فقال: “فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسى الملك، تلوح القصور والأواوين فى جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويحيى إليهم الثمرات والخيرات ثجة، ومررت فى سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجر بالنعم”.


ووصل ابن خلدون إلى القاهرة فى أول ذى القعدة سنة 784 – نوفمبر سنة 1382؛ وكان المجتمع القاهرى يعرف الكثير عن شخصه وسيرته؛ وكانت نسخٌ من مؤلفه الضخم ولا سيما مقدمته الشهيرة قد ذاعت قبل ذلك بقليل فى مصر وغيرها من بلدان المشرق، وأعجبت دوائر العلم والتفكير والأدب بطرافة مقدمته، جلس ابن خلدون للتَّدريس بالأزهر، والظاهر أنه كان يدرس الحديث والفقه المالكي، ويشرح نظرياته فى العمران والعصبية وأُسس المُلك ونشأة الدول.


وكان السلطان يومئذٍ الظاهر برقوق؛ وقد ولى المُلك قبيل مقدم ابن خلدون بأيام قلائل (أواخر رمضان سنة 784)، فأكرم وفادة المؤرخ واهتم بأمره؛ وبهذا تحققت أمنية المؤرخ من الاستقرار والمقام الهادئ فى ظل أمير يحميه ويكفل رزقه، ولم يمض قليل على ذلك حتى خلا منصبٌ للتَّدريس بالمدرسة القمحية بجوار جامع عمرو وهى من مدارس المالكية فعيَّنه السلطان فيه.


المصادر التاريخية تؤكد أن مؤسس علم الاجتماع دفن فى مصر، لكن حتى الآن قبره يعد مجهولا، لكن الثابت لدى العديد من المؤرخين أن قبره فى مصر بمنطقة مقابر الصوفية فى باب النصر، ولكن ليس معلوما بالتحديد فى أى هذه القبور يرقد رفات “ابن خلدون”، فيما يعتقد عدد من الباحثين أن ابن خلدون دفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر، فى قبر غير معلوم.


مصدر الخبر
Kayan News

Share
Published by
Kayan News

Recent Posts

خلل خطير في ويندوز تسبب في تلف البطارية.. ومايكروسوفت ترد

كتب- محمود الهواري: 03:10 ص 06/11/2025 أعلنت شركة…

4 ساعات ago

تردد القنوات الناقلة لمباريات السوبر المصري

كتب : محمد عبد الهادي 12:27 ص 06/11/2025 …

7 ساعات ago

ملتقى أزهري: تواضع النبي في فتح مكة خير دليل على أن الانتصار في الإسلا

كتب-محمد قادوس: 09:05 م 05/11/2025 عقد الجامع الأزهر…

7 ساعات ago

حظك اليوم وتوقعات الأبراج 6-11: رسالة غير متوقعة لهذا البرج.. ونصائح ل

هل تودون معرفة ما يخبئه لكم الحظ؟.."لايف ستايل مصراوي"يقدم لكم توقعات الأبراج وحظك اليوم مستنداً…

7 ساعات ago

الخارجية الإيرانية: العلاقات الجيدة مع السعودية تترك آثارا ايجابية في المنطقة والعالم

https://sarabic.ae/20251105/الخارجية-الإيرانية-العلاقات-الجيدة-مع-السعودية-تترك-آثارا-ايجابية-في-المنطقة-والعالم-1106778919.htmlالخارجية الإيرانية: العلاقات الجيدة مع السعودية تترك آثارا ايجابية في المنطقة والعالمالخارجية الإيرانية: العلاقات الجيدة…

8 ساعات ago

تعطل واتساب ويب.. ماذا حدث لتطبيق المراسلات الأشهر عالميًا؟

تفاجأ ملايين من مستخدمين واتساب ويب حول العالم بعطل مفاجئ على أجهزة الكمبيوتر، مما منعهم…

يوم واحد ago