يأتي هذا بعد أن رفض أهالي حي الشيخ جراح التسوية المقترحة من محكمة إسرائيلية، بشأن المعركة القضائية الدائرة منذ فترة طويلة مع مستوطنين يهود.
وشدد الأهالي في بيان لهم، على رفض التسوية التي ستجعلهم مستأجرين محميين لدى الجمعية الاستيطانية “نحلات شمعون”، التي تمهد تدريجيًا لمصادرة أراضيهم، في ظل انعدام أي ضمانات ملموسة لتعزيز الوجود الفلسطينيّ في القدس المحتلة من قبل أي جهة أو مؤسسة.
اقرأ أيضا – بعد رفض بينيت قيام دولة فلسطينية… هل ضاع السلام على أساس حل الدولتين؟
وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية بشكل كامل مسؤولية سرقة البيوت في الشيخ جراح، وطالب المجتمع الدولي أن يقف عند مسؤولياته ليردع المحاكم الإسرائيلية عن عمليات الطرد من الحي.
وصفت آلاء سلايمة، إحدى سكان حي الشيخ جراح، ما جرى بالأمس من إخلاء للمتضامنين مع الحي بأنه “عصيب” وذلك بعد قرار رفض التسوية من المحكمة الإسرائيلية ومن بعده تواجد المقدسيين في الحي تضامنا مع الأهالي.
وقالت إن “جنود الاحتلال تواجدوا خارج الحي وبعد أن بدء الشبان في الهتافات هاجمت القوات المتضامنين وتفريغ الحي منهم وأمرت بأن يدخل الأهالي منازلهم”.
وأشارت إلى أن رفض قرار التسوية “خطر” وقبوله “خطر أكبر”، موضحة أن أهالي الحي يضمنون البقاء 15 عاما لكن الاحتلال غدار ونتعامل مع محكمة عنصرية لا نثق في قراراتهم أو وعودهم وفي نفس الوقت نحن أصحاب الملك لا يمكن أن نتنازل ونكون مستأجرين محميين”.
من جهته قال قدري أبو واصل، عضو لجنة الدفاع عن الحريات، إن “التسوية التي تقدمت بها محكمة الاحتلال تعتبر 28 منزلا في الحي مستأجرين محميين وهو ما تم رفضه من الأهالي”.
ولفت إلى أن “الاحتلال يريد منح هذه المنطقة للمستوطنين خاصة أن المدة محددة بـ15 سنة وهو ما رفضه أهالي الشيخ جراح، مشيرا إلى أن السكان يملكون هذه الأرض منذ عام 1956 أقامه الأردنيون وهناك أوراق لديهم تثبت ذلك”.
بدوره، قال القيادي في حركة فتح، رأفت عليان، إن “الاحتلال الإسرائيلي لا يعطي للسلطة الفلسطينية أي دور في المدينة المقدسة ويهاجم أي تدخل منها هناك”.
وشدد على أن السلطات الإسرائيلية تحاول “تسويق الأمر في الشيخ جراح على أنه قضائي وليس سياسي” كما أنها تحاول “استخدام القضاء لشرعنة وجود الاستيطان وتهجير الفلسطينيين في كل المنطقة”.
وطالب السلطة الفلسطينية في ظل في هذه الحالة “بلعب دور أكبر من ذلك بكثير وتحريك الشارع ووضع استراتيجية مقاومة وتحمل مسؤولية أكبر دون الرهان على المجتمع الدولي”.