تشتهر القارة القطبية الجنوبية، خامس أكبر قارة فى العالم، بطيور البطريق والرفوف الجليدية الضخمة والبعثات الاستكشافية الفاشلة، لكن هذه الرقعة المجمدة في قاع العالم لم تكن دائمًا منعزلة للغاية ؛ كانت ذات يوم جزءًا من قارة عظمى أكبر لكن متى أصبحت قارة مستقلة؟، فى البداية لا بد أن نتعرف على أن القارة القطبية الجنوبية المعروفة باسم قارة انتاركتيكا تعد أكبر كتلة جليدية على الأرض إذ تغطي أكثر من 5.4 مليون ميل مربع (14 مليون كيلومتر مربع) حيث تكشف صخور القارة القطبية الجنوبية المخفية تحت الجليد عن التاريخ الديناميكي للقارة.
يقول ليبي إيفز باحث الدكتوراه في علوم الأرض في جامعة ويسكونسن- ميلووكي بالولايات المتحدة: “القارة القطبية الجنوبية هي قارة مثلها مثل أي قارة أخرى بها مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية (سلاسل الجبال والوديان والسهول) التي تشكلت جميعها من خلال تاريخها الجيولوجي.. لا يزال الكثير من هذا التاريخ الجيولوجي لغزًا لأن أقل من 1٪ من القارة بها صخور مكشوفة يمكن أن تساعدنا في سرد هذه القصة.”
العديد من الصخور المكشوفة في القارة القطبية الجنوبية هي جزء من جبال Transantarctic التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 14700 قدم (4500 متر) ، أو أعلى من جبال روكي في أمريكا الشمالية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2006 أن القارة القطبية الجنوبية كانت أكثر دفئًا خلال حقبة الدهر الوسيط (من 252 مليون إلى 66 مليون سنة) عما هي عليه اليوم ، وكان بها غابة مطيرة معتدلة مليئة بالديناصورات والحياة القديمة الأخرى خلال العصر الطباشيري، وقد ظلت أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا متصلة ببعضها البعض، مما سمح للنباتات والحيوانات بالانتقال عبر امتدادها الكبير.
العلماء ليسوا متأكدين حتى الآن من الوقت الذى أصبحت القارة القطبية الجنوبية منعزلة رسميًا عن استراليا وأمريكا الجنوبية، وقد قال مات لامانا ، عالم الحفريات الفقارية في متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في بيتسبرغ ، لـ Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني: “تعتمد الإجابة أيضًا نوعًا ما على ما يعتبره تفككًا قاريًا”.
وأضاف: “ومع ذلك، توصلت أحدث الأبحاث إلى أن ممر دريك، بين القارة القطبية الجنوبية وأمريكا الجنوبية، وبوابة تاسمان، بين القارة القطبية الجنوبية وأستراليا، قد افتُتح عندما تحول عصر الإيوسين إلى عصر أوليجوسين قبل حوالي 34 مليون سنة”.