أسلاميات

أستاذ بالأزهر: “وجادلهم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن” منهج حياة يضبط الخلاف

كتب- محمد قادوس:



09:35 م


18/10/2025


أكد الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن مبدأ «بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن» الذي ورد في القرآن الكريم هو عنوان شامل ينبغي أن يكون منهجًا لحياة المسلمين في تعاملهم مع الآخرين، خصوصًا عند حدوث الاختلاف، مشيرًا إلى أن كلمة “الاختلاف” ومشتقاتها وردت في القرآن أكثر من 52 مرة، ما يدل على أن التباين في الآراء أمر طبيعي وموجود، لكن المشكلة في كيفية إدارة هذا الاختلاف.

وأضاف نبوي، خلال حواره ببرنامج “منبر الجمعة”، المذاع على قناة” الناس”: أن القرآن الكريم رسم طريق التعامل الراقي مع الخلاف بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن}، مؤكدًا أن هذا المنهج ليس قاصرًا على الدعوة فحسب، بل يمتد إلى كل مجالات الحياة اليومية، سواء في الأسرة أو العمل أو المجتمع.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بين الاختلاف في الظاهر واختلاف القلوب، كما في قوله: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم»، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحثّ أصحابه أثناء تسوية الصفوف في الصلاة على اللين والرفق، بقوله: «لينوا في أيدي إخوانكم»، أي تعاملوا برقة وتعاون، حتى لا يتحول أمر بسيط إلى نزاع.

وأوضح أن الشيطان يستغل لحظات الخلاف ليزرع البغضاء، كما قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}، مبينًا أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما أخاف عليكم أن يحرّش الشيطان بينكم» يؤكد خطورة التوتر والنزاع الناتج عن سوء إدارة الاختلاف.

وأكد نبوي أن مبدأ «بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن» لا يقتصر على العلاقات الشخصية، بل يجب تطبيقه أيضًا في بيئة العمل، وفي الخلافات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن غياب التواصل المباشر على المنصات الرقمية يجعل البعض يسيء أو يتنمّر أو يسخر دون إدراك لعواقب كلماته.

وقال إن الالتزام بمنهج القرآن الكريم وسلوك النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس هو الضمانة الحقيقية لسلامة المجتمع، داعيًا إلى أن يكون شعار المسلم في كل خلاف أو نقاش: «بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن».

اقرأ أيضاً:

هل يمكن الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل؟.. أمين الفتوى يجيب


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى