قال الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن من أشد المفاهيم التي تعرضت للهجوم والتشويه عند تيارات الإرهاب والتطرف من الإخوان إلى داعش، كان مفهوم الوطن والوطنية، حيث حاولت تلك الجماعات تشويهه وتقزيمه في محاولة لاستئصاله والقضاء عليه بكل الطرق المتاحة لهم.
أضاف الأزهري، في لقائه ببرنامج “الحق المبين” مع أحمد الدريني، عبر قناة dmc، أنه الجماعات الإرهابية ظنت بعد فترة من الزمن، أن مفهوم الوطنية الحنيف السمح النابع من عين الشريعة، صار معرقلا في نظرهم لنظرية الولاء والبراء التي تعد أحد المعاول الكبيرة عندهم في تكوين النظرية الإخوانية أو السلفية، ومن هذا المنطلق بدأوا يوجهون السهام إلى فكرة الوطن، وكان من العقد العجيبة التي أثاروها بافتعال وتصنع ومحاولة إيجاد أزمة من لا شيئ بالجدل العقيم، وبدأوا يصورون وجود تعارض ما متوهم بين التدين أو مفهوم الدين وبين الوطن، وبدأوا يصورون لشرائح من الشباب الذي يختطفون عقله، أنه لا يكتمل لهم تدين حتى ينتزعوا ويقطعوا كل ما يمت لمفهوم الوطنية.
وتابع أسامة الأزهري: “وكان من الحيل الغريبة والمضحكة والمغرقة في السطحية، أنهم بدأوا يصورون فكرة الوطن، أنها أحد مخلفات حقبة الاستعمار، وصارت هذه الأفكار تنتقل وتترسب في عقل حتى من ليس بإخواني، نتيجة أن هذه الثقافة شديدة الشيوع، ويجب علينا أن ننقض انقضاضا على هذه الأوهام لنسلط أضواء العلم والمعرفة التي تبدد الضباب والظلمات، ومن أثر العلم أن يورث الإنسان الوضوح والمعرفة والانكشاف والسكينة”.